हिदायत हयारा
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
अन्वेषक
محمد أحمد الحاج
प्रकाशक
دار القلم- دار الشامية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١٦هـ - ١٩٩٦م
प्रकाशक स्थान
جدة - السعودية
शैलियों
दर्शनशास्त्र और धर्म
الَّذِي هُوَ مِنْ صَمِيمِ وَلَدِهِ، فَإِنَّهُ جُعِلَ لِأُمَّةٍ عَظِيمَةٍ، وَمَنْ تَدَبَّرَ هَذِهِ الْبِشَارَةَ جَزَمَ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، لِأَنَّ إِسْمَاعِيلَ لَمْ تَكُنْ يَدُهُ فَوْقَ يَدِ إِسْحَاقَ قَطُّ، وَلَا كَانَتْ يَدُ إِسْحَاقَ مَبْسُوطَةً إِلَيْهِ بِالْخُضُوعِ، وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ وَقَدْ كَانَتِ النُّبُوَّةُ وَالْمُلْكُ فِي وَلَدِ إِسْرَائِيلَ وَالْعِيصِ وَهُمَا ابْنَا إِسْحَاقَ. فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ انْتَقَلَتِ النُّبُوَّةُ إِلَى وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَدَانَتْ لَهُ الْأُمَمُ، وَخَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ، وَجُعِلَ خِلَافَةُ الْمُلْكِ إِلَى أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ، وَصَارَتْ أَيْدِيهِمْ فَوْقَ أَيْدِي الْجَمِيعِ، وَأَيْدِي الْجَمِيعِ مَبْسُوطَةً إِلَيْهِمْ بِالْخُضُوعِ، وَكَذَلِكَ فِي السِّفْرِ الْأَوَّلِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ فِي هَذَا الْعَامِ يُولَدُ لَكَ وَلَدٌ اسْمُهُ إِسْحَاقَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ هَذَا يَحْيَى بَيْنَ يَدَيْكَ وَيُمَجِّدُكَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَدِ اسْتَجَبْتُ لَكَ فِي إِسْمَاعِيلِ وَإِنِّي أُبَارِكُهُ وَأُنَمِّيهِ وَأُعَظِّمُهُ جِدًّا جِدًّا بِمَا قَدِ اسْتَجَبْتُ فِيهِ، وَإِنِّي أُصَيِّرُهُ إِلَى أُمَّةٍ كَبِيرَةٍ عَظِيمَةٍ، وَأُعْطِيهِ شَعْبًا جَلِيلًا. وَلَمْ يَأْتِ مِنْ صُلِبَ إِسْمَاعِيلَ مَنْ بُورِكَ وَعَظُمَ وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْعَلَامَاتُ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَأُمَّتِهِ، مَلَئُوا الْآفَاقَ وَأَرْبُوا فِي الْكَثْرَةِ عَلَى نَسْلِ إِسْحَاقَ.
قَالَ فِي التَّوْرَاةِ فِي السِّفْرِ الْخَامِسِ: قَالَ مُوسَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لَا تُطِيعُوا الْعَرَّافِينَ وَالْمُنَجِّمِينَ، فَسَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ ﷾ نَبِيًّا مِنْ إِخْوَتِكُمْ مِثْلِي، فَأَطِيعُوا ذَلِكَ النَّبِيَّ.
وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا النَّبِيُّ الْمَوْعُودُ بِهِ مِنْ أَنْفُسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِمَا تَقَدَّمَ أَنَّ إِخْوَةَ
1 / 322