مشايخه ومن روى عنهم
لقد انطوت نفس الشيخ الصدوق (رحمه الله) منذ شبابه على تعطش وولع فائقين لكسب العلم وسماع الحديث وجمعه، وبقيت هذه الميزة تلازمه حتى أواخر عمره الشريف، ونظرا للمكانة التي كانت تحتلها كل من قم والري- وهما المدينتان اللتان قضى فيهما الشيخ الصدوق (رحمه الله) ردحا كبيرا من حياته- من حيث ازدهار العلم ووفرة العلماء والمحدثين، ولأسفاره المتعددة التي قادته إلى مختلف الأمصار الإسلامية، ولقاءاته بالعلماء وأهل الحديث سواء من الشيعة أو السنة، فقد سمع الحديث ونقله عن الكثير من المشايخ، ومن خلال تتبعنا لكتبه ومؤلفاته يمكننا القول بأنه قلما نجد من علماء الشيعة ممن كان له هذا العدد الهائل من المشايخ.
وبعد مراجعتنا وتنقيبنا في ما لدينا من كتب الشيخ الصدوق (رحمه الله) وسائر كتب التراجم والرجال وجرد أسماء مشايخه وترقيمها وترتيبها حسب الحروف الهجائية ظفرنا بأسماء عشرة آخرين ممن لم تندرج أسماؤهم في بعض الكتب التي بذل مصنفوها المزيد من الجهد في تحري أسماء مشايخ الصدوق، مثل مقدمة معاني الأخبار، و. ولغرض تيسير السبيل لمعرفة مشايخ الصدوق أدرجنا أولا أسماء 206 منهم على حدة ممن لم يتحدوا مع غيرهم إلا في موارد معدودة، ثم أوردنا 35 اسما ممن ذكروا في بعض الكتب لا سيما المستدرك على انهم من مشايخه إلا أنهم غالبا يتحدون مع من تقدمت الإشارة إليهم أو اعتبروا من مشايخه نتيجة السقط الواقع في السند، مستفيدين من تعليقات آية الله العظمى الشبيري الزنجاني.
وأخيرا أوردنا 27 اسما ممن ذكروا في مقدمة معاني الأخبار بأنهم من مشايخ الصدوق بيد اننا لم نعتبرهم كذلك مع ذكر العلة والدليل في ذلك:
पृष्ठ 47