हिदाया फी उसूल

हसन सफी इस्फहानी d. 1416 AH
26

وقد ظهر من ذلك أن إطلاق الواضع على شخص خاص كيعرب بن قحطان مثلا لمكان أسبقيته وإلا فعلى ما ذكرنا كل شخص واضع ، إذ ذاك الالتزام الذي قلنا : إنه حقيقة الوضع موجود في كل من يكون من أهل لغة واحدة ، غاية الأمر أن بعضهم يلتزم ابتداء والباقي يتبعه في ذلك.

وظهر أيضا أن الوضع التعيني أيضا كالوضع التعييني حقيقته هو الالتزام والتعهد المزبور إن كان ابتدائيا يسمى تعيينيا ، وإن كان ناشئا من كثرة استعمال المستعملين بحيث تكون كاشفة عن التزامهم وتعهدهم يسمى تعينيا ، ولا يفرق بين أن يكون الكاشف للالتزام هو اللفظ أو الفعل.

ثم إن شيخنا الأستاذ قدسسره ذكر أن الوضع واسطة بين الأمور التكوينية المحضة والاعتبارية أي التشريعية الصرفة ، فإن من الأمور ما هو تكويني محض لا يحتاج إلى إرسال رسل وإنزال كتب ، كحدوث الجوع والعطش عند احتياجه إلى الطعام والشراب ، فإنه جبلي له.

ومنها : اعتباري وجعلي تشريعي صرف ، كالأحكام الشرعية التكليفية والوضعية ، إذ لا طريق للإنسان إليها إلا بتبليغ الأنبياء والأوصياء.

ومنها : ما هو واسطة بينهما ، وهو وضع الألفاظ لمعانيها ، فإنه لا تكويني صرف حتى لا يحتاج إلى جاعل أصلا ، ولا جعلي

पृष्ठ 28