لذلك كان يشعر بقمة النشاط، بعد أن انتهى من تنظيف الحافلة، وراح يقلب عينيه مزهوا بما أنجزه في مملكته الصغيرة هذه.
جلس على كرسي السائق، وأدار المحرك.
انطلق صوت الهدير المعدني الواثق المطمئن برزق يوم جديد.
راح يقلب في صندوق القفازات بحثا عن شريط الكاسيت المناسب لبدء اليوم. أغاني الأعراس الشعبية، محاضرات محمد سيد حاج، مصطفى سيد أحمد، محمود عبد العزيز، أغاني أثيوبية متنوعة، صولات الربع.
نعم، هو محمود.
تنساب الموسيقى من جهاز الكاسيت، بينما يتحرك هو بالحافلة في الضفة الوعرة بحذر. كان يسير بمحاذاة أسفل كبري المنشية، عندما تذكر شيئا فجأة.
لماذا لا يلقي نظره على ذلك الشيء الذي أسقطه الرجلان الغامضان في النيل قبل نصف ساعة؟!
إن الفضول يغمره، سيلقي نظرة خاطفة، ثم يعود أدراجه. وقد انتهى من التنظيف مبكرا على أية حال، وما زال أمامه بضع دقائق لينفقها.
الحافلة تتهدج في الطريق الوعر بمحاذاة النيل، بينما راح يرمق الضفة على يساره في فضول.
لا شيء بعد خمس دقائق.
अज्ञात पृष्ठ