سمعت صوت جلبة من عنده، صوتا معدنيا قويا، وصريرا ما بدا لي أنه باب قديم يفتح، شخص ما يصرخ بكلمات لم أستطع تبينها، أصوات مختلطة.
صوت بكاء مكتوم، رافق صوته المتحشرج: «قل لها إنني قد أحببتها.»
صوت الضوضاء في الخلفية يتعالى، ثم انقطع الاتصال.
ظللت مشدوها لبرهة، لقد اختلف صوته جدا، لكنه كان «عمار»، أين كان كل هذه الفترة؟ وما معنى هذا الذي قاله؟
أعدت الاتصال بنفس الرقم مجددا، صوت الرنين الطويل، ثم انفتح الخط، اختفت الضوضاء، لكن لم يكن هناك رد من جانبه. صمت مطبق من الطرف الآخر، ولسبب خفي لم أتحدث، أصخت سمعي منتظرا رده.
لا أدري لماذا، لكن خطر لي ذلك الشعور الغامض بأن هناك شخصا آخر غيره على الجانب الآخر من الهاتف.
شخص يسمعني، لكنه لا يرد، فقط يرهف السمع.
ظللت صامتا لحوالي دقيقة، قبل أن ينقطع الاتصال من عنده. وضعت الهاتف في توجس، ورحت في شرود أتحسس السوار الأبيض الذي يحيط بمعصمي كالساعة، وقد نقشت عليه كلمات باللغتين العربية والإنجليزية بخط منمق دقيق يصعب قراءته.
ما معنى حديثه؟ من هم الذين «كانوا أنبل ما فينا»؟ ومن تلك التي أحبها وعلي إخبارها بذلك؟
أين كان طيلة هذه الفترة؟
अज्ञात पृष्ठ