الأب الذي يستمع، ويتفهم، وينصح، ويوجه بحكمة للصواب.
ويحمي!
ما ظننتها آخر فصول أنانيته المستمرة لجري إلى عالمه المأساوي، كانت تلك المكالمة - في واقع الأمر - هي نداء الاستغاثة الأخير منه.
استغاث بي طلبا للحماية.
لجأ لي عندما أحس بالخوف والوحدة، وهو ينزف ويلفظ أنفاسه الأخيرة على أرض الزنزانة الإسمنتية الباردة.
كان بحاجة إلى من يحميه منهم.
في لحظاته الأخيرة تلاشت هالة البرود والتعالي الذين لطالما أحاط بهما نفسه، عاد طفلا صغيرا خائفا منكمشا على نفسه يخشى الظلام ويرجو حماية الكبار.
أعرف أنني في أعماقي قد أدركت هذه الحقيقة.
عرفت أنني قد تخليت عنه في الوقت الذي كان يحتاجني فيه جدا، برغم عدم إدراكي الواعي لحقيقة مشاعري.
لهذا كان الشعور بالذنب يقتلني.
अज्ञात पृष्ठ