لا رد.
تنهال الصفعة على عنقه في قسوة من أحد الحراس، ثم يلف الآخر كيسا بلاستيكيا على وجهه، تمر دقائق ثم يهز رأسه في عنف، يحاول عب الهواء فيلتصق الكيس أكثر بفمه المفتوح وطاقتي أنفه.
ينتفض جسده مجددا، وهو يتلوى في الكرسي، بينما يزداد الحارس تشبثا بالكيس البلاستيكي من خلف رأسه.
تمر دقيقة أخرى. صدره يكاد ينفجر، ويتلوى بعنف أكثر.
ينتفض جسده بارتعاشات قصيرة، يطلق أنينا محموما، وهو يجاهد من أجل الهواء. ورويدا رويدا يبدأ الظلام في الزحف أمام عينيه المذعورتين.
يقف «سعادتك» يرمق المشهد في نشوة واضحة وعيناه تلتمعان، بينما تزداد حركة أصابعه على حبيبات المسبحة.
بعد سنوات من مشاهدة مثل هذه الأشياء، أصبح الأمر يجلب له النشوة أكثر من أي شيء آخر.
كان شعوره بالسلطة والقوة مطلقا إلى حد مفزع.
تعلم تمويت ضميره عبر سنوات من التكرار. في البداية كان يرى أشباح ضحاياه يزورون كوابيسه ويقضون مضجعه، فيستيقظ في سريره صارخا والعرق يغمره، حتى أدمن الأقراص المنومة، وأصبح لا يستطيع النوم بدونها، وفيما بعد توصل إلى الحل السحري.
هؤلاء ليسوا ضحايا فعلا. بل هم مجموعة من الشيوعيين الكفرة، الذين يحاربون الإسلام.
अज्ञात पृष्ठ