وهذه هي المشكلة الأولى التي لا بد من التصدي لها بسبب أهميتها العامة؛ أي التي لا تقتصر على تحقيق نصوص شيكسبير؛ فحتى منتصف القرن التاسع عشر لم يكن أحد يشك في نسبة النص إلى شيكسبير، ولكن أستاذا يدعى ج. سبيدنج
J. Spedding
نشر مقالا في مجلة اسمها
Gentleman’s Magazine
عام 1850م، بعنوان «من كتب مسرحية شيكسبير «هنري الثامن»؟» يقول فيه إنه تمكن من تمييز أسلوبين مختلفين في المسرحية «الأول معقد وحافل بالصور الشعرية» والثاني «تقل فيه نسبة الفكر والخيال إلى الألفاظ والصور». وأعد إحصاء بالسطور التي تنتهي بنهاية الجملة، وعلل الزيادة (العروضية) في الأبيات، وانتهى من ذلك إلى الزعم بأن هذه من السمات التي يتميز بها الأسلوب المعتاد لفلتشر؛ ومن ثم أعد قائمة بما يمكن أن ينسب في المسرحية إلى شيكسبير وما يمكن أن ينسب إلى فلتشر، باستثناء الفصل الرابع؛ إذ ذكر أنه أقوى من أن ينسب إلى فلتشر وأضعف من أن ينسب إلى شيكسبير. وفي العام نفسه كتب صمويل هيكسون
Samuel Hickson
مقالا يحمل عنوانا مماثلا في مجلة
Notes and Queries
ينتهي فيه إلى الرأي نفسه، وإن كان ينسب الفصل الرابع إلى فلتشر. ولم يلبث سبيلنج أن وافقه في رأيه.
وقبل أن نعرض لتفاصيل القضية نورد نموذجا مما يعتبره سبيدنج أسلوبا مميزا لشيكسبير، بسبب انتظام الإيقاع الشعري وعدم الخروج عن البحر إلا في المواضيع ذات الدلالة الدرامية، وهو ما حاكيته في الترجمة المنظومة بالعربية، وهذا هو النموذج الذي أورده جورج هاريسون، محرر طبعة بنجوين من المسرحية: إنه إجابة وولزي على الملك، في المشهد الثاني من الفصل الثالث:
अज्ञात पृष्ठ