हेगेल: एक बहुत छोटा परिचय
هيجل: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
في أثناء هذه السنوات، نشر هيجل كتابه المطول «علم المنطق»، الذي ظهر في ثلاثة مجلدات في أعوام 1812 و1813 و1816، وأصبحت أعماله في ذلك الوقت تحظى بتقدير أوسع. وتمت دعوته في عام 1816 لتقلد وظيفة أستاذ الفلسفة بجامعة هايدلبرج، وهناك قام بكتابة «موسوعة العلوم الفلسفية» التي تعد عرضا موجزا نسبيا لنسقه الفلسفي بأكمله. وكثير من المادة التي تحتويها الموسوعة متضمن في أعماله الأخرى، لكن بصورة أوسع.
بلغ هيجل من الشهرة مبلغا عظيما، حتى إن وزير التعليم البروسي طلب منه تولي منصب مرموق، وهو أستاذ الفلسفة بجامعة برلين. كان نظام التعليم في بروسيا قد استفاد من الإصلاحات التي أجراها كل من فون شتاين وفون هاردينبرج، وكانت برلين في طريقها لتصبح مركزا فكريا لجميع الدول الألمانية. قبل هيجل العرض بسرعة، وقام بالتدريس في جامعة برلين من عام 1818 وحتى وفاته في عام 1831.
وكانت هذه الفترة الأخيرة هي ذروة حياة هيجل من جميع الجوانب؛ فقام بتأليف كتاب «فلسفة الحق» ونشره، وقدم محاضرات في فلسفة التاريخ وفلسفة الدين وعلم الجمال وتاريخ الفلسفة. لم يكن هيجل محاضرا جيدا بالمعنى المتعارف عليه، لكنه بلا شك أسر عقول طلابه. وفيما يلي وصف لإحدى تلك المحاضرات على لسان أحد طلابه:
في بادئ الأمر عجزت عن استيعاب طريقته في إلقاء المحاضرة أو حتى نمط تفكيره. كان يجلس هناك منهكا وعابسا ومطأطئ الرأس، كأنما انطوى على نفسه. وخلال حديثه، أخذ يقلب الصفحات ويبحث في دفاتر مفكراته، يمينا ويسارا ومن أعلى لأسفل. وكان تنحنحه وسعاله المتواصلان يقاطعان أي انسياب للحديث. فكانت كل جملة قائمة بذاتها، وتخرج بمشقة، مقطعة إلى أجزاء ومشوشة ... وكانت البلاغة المتدفقة منه بسلاسة تقتضي أن يكون المتحدث قد ألم بالموضوع إلماما شاملا ووعاه عن ظهر قلبه ... لكن كان على هذا الرجل إثارة أقوى الأفكار من قاع أكثر الأشياء غموضا ... إن تقديم تصوير أكثر حيوية لهذه الصعاب وهذه المشقة الهائلة مما تم تقديمه من خلال طريقة عرضه كان سيصبح مستحيلا.
أصبح هيجل في ذلك الوقت مصدرا لجذب عدد كبير من الحضور، فأتى الناس ممن يتحدثون باللغة الألمانية من مختلف أنحاء العالم ليستمعوا له، وبات العديد من أذكى العقول تلاميذه. وبعد موته، قاموا بتحرير دفاتر محاضراته ونشرها، مصحوبة بملاحظاتهم الخاصة على ما قاله في تلك المحاضرات. وكانت هذه هي الطريقة التي وصل بها إلينا العديد من أعمال هيجل: «محاضرات في فلسفة التاريخ»، و«محاضرات في علم الجمال»، و«محاضرات في فلسفة الدين»، و«محاضرات في تاريخ الفلسفة».
وتقديرا لمكانة هيجل، تم انتخابه في عام 1830 رئيسا لجامعة برلين. وفي العام التالي، أصابه المرض فجأة ومات في اليوم التالي أثناء نومه عن عمر يناهز الحادية والستين. وكتب أحد زملائه معلقا على هذا: «يا له من فراغ مروع! لقد كان حجر الزاوية في جامعتنا.»
الفصل الثاني
تاريخ له غاية
أخذ هيجل التاريخ على محمل الجد؛ فعلى النقيض من كانط، الذي كان يعتقد أنه من الممكن أن يجزم على أسس فلسفية محضة بماهية الطبيعة البشرية وما يجب أن تكون عليه دائما، قبل هيجل برأي شيلر القائل بأن أسس الحالة البشرية يمكن أن تتغير من حقبة تاريخية لأخرى، كما أن مفهوم التغير - أي التطور على مدار التاريخ - عامل أساسي في وجهة نظر هيجل بشأن العالم. كتب فريدريك إنجلز متأملا أهمية هيجل بالنسبة له ولزميله كارل ماركس:
إن الأمر الذي ميز طريقة تفكير هيجل عن غيره من الفلاسفة هو حسه التاريخي الاستثنائي. ومهما كان الشكل المستخدم مجردا أو مثاليا، كان تطور أفكاره متوازيا دائما مع تطور التاريخ العالمي. ومن المفترض أن يكون التطور الأخير بالتأكيد دليلا على التطور الأول.
अज्ञात पृष्ठ