كانت تلك المرة الأولى التي يطرأ بيتر على ذهنها منذ فترة.
الحقيقة أن جريج وجريتا كانا يحتسيان الشراب بينما يتبادلان ذلك الحوار الكئيب والباعث على الراحة بعض الشيء في نفس الوقت. كان قد أحضر زجاجة من خمر الأوزو. كانت حذرة إلى حد ما بشأن تناوله، تماما كما كانت مع أي نوع من الكحوليات منذ ذلك اليوم الذي ثملت فيه في حفلة الكتاب، لكن بدأ يظهر بعض أثر تناولهما لهذا النوع من الخمر، الذي جعل كلا منهما يعبث بيد الآخر، ثم شرعا في تبادل القبلات والملاطفة. كل ذلك كان يجري بجوار الطفلة التي كانت تغط في النوم.
قالت جريتا: «علينا ألا نكف عن ذلك، وإلا أصبح المشهد مؤسفا.»
قال: «لسنا من يفعل ذلك، وإنما اثنان غيرنا.» «أخبرهما أن يكفا إذن. ألا تعرف اسميهما؟» «انتظري. إنهما رج. رج ودوروثي.» «إذن كف عن ذلك يا رج. وماذا عن طفلتي البريئة؟» «بمقدورنا الذهاب إلى مقصورتي، إنها ليست ببعيدة.» «ليس لدي أي ...» «أنا لدي.» «يبدو أنك معتاد على هذا الأمر.» «بالطبع لا. أي نوع من الوحوش تظنينني؟»
رتبا الأغطية التي تبعثرت، ثم انسلا من المقصورة، وراحا يغلقان جيدا أزرار فراش كاتي الذي تنام عليه. ثم شقا طريقهما من مقصورتها إلى مقصورة جريج وهما يتمايلان في نشوة واسترخاء. لم يكن ثمة داع لأن يغادرا مقصورتها؛ فلم يصادفا أحدا في طريقهما؛ فالأشخاص الذين لم يكونوا موجودين في عربة المشاهدة المقببة لالتقاط صور للجبال الممتدة، كانوا إما في عربة الحانة، وإما نائمين.
وفي مقصورة جريج غير المرتبة استكملا ما كانا قد بدآه. لم تكن هناك مساحة تكفي لكي يستلقي شخصان بصورة مريحة، فالتصق كل منهما بالآخر. في البداية لم تنقطع ضحكاتهما المكتومة، وتبعتها لحظات من المتعة العارمة ، ولم يكن ثمة مكان يقع عليه بصرهما سوى عيني كل منهما. كانا يعض كل منهما الآخر كيلا تصدر عن أي منهما أي أصوات عالية.
قال جريج: «رائع، جميل.»
قالت: «علي أن أعود أدراجي.» «سريعا هكذا؟» «قد تستيقظ كاتي ولا تجدني.» «حسنا، حسنا. على أية حال، علي أن أستعد للنزول في ساسكاتون. ماذا لو كنا بلغناها وسط ما كنا نفعله؟ كنت سأقول: مرحبا أمي، مرحبا أبي. معذرة، انتظراني دقيقة بينما ...!»
استجمعت شتات نفسها وأصلحت هندامها، وتركته. في الواقع لم تهتم بمن يمكن أن تقابله في طريقها. كانت واهنة، مشدوهة، لكن يغمرها الإحساس بالنشوة والبهجة كالمصارع بعد جولة عنيفة في حلبة المصارعة؛ هكذا فكرت في الأمر والابتسامة تعلو وجهها.
على أية حال لم تلتق بأحد.
अज्ञात पृष्ठ