كانت إليان قد تعلمت الحياكة، وكانت تصنع رداء صيفيا جديدا على شرف عودته إلى الوطن؛ كان رداء من الحرير الصناعي ذا لون أخضر ليموني، وذا تنورة طويلة وأكمام قصيرة ويلبس مع حزام ضيق من الجلد الصناعي الذهبي اللون. وأرادت أن تضع شريطا من اللون الأخضر بنفس خامة الرداء حول مفرق قبعتها الصيفية. «لقد وصفت لك كل هذا حتى تلاحظني وتعرف أنه أنا التي تنتظرك، وذلك حتى لا تهرب مع امرأة جميلة أخرى يتصادف وجودها في محطة القطار.»
أرسل لها خطابا من مدينة هاليفاكس يخبرها بأنه سيستقل القطار الذي سيصل في مساء يوم السبت، وقال إنه يتذكرها جيدا، وليس ثمة احتمال في أن يخلط بينها وبين امرأة أخرى، حتى إن كانت محطة القطار تعج بالنساء الجميلات في ذلك المساء. •••
وفي مسائهما الأخير معا قبل أن يرحل، جلسا حتى وقت متأخر في مطبخ منزل القس حيث علقت صورة الملك جورج السادس التي تراها في كل مكان هذا العام. وكانت الكلمات المكتوبة أسفلها كالتالي :
وقلت للرجل الذي كان يقف على أعتاب العام: «امنحني ضوءا حتى أخطو في أمان نحو المجهول.»
ورد قائلا: «اخرج إلى الظلام وضع يدك في يدك في يد الرب؛ هذا أفضل لك من الضوء وأكثر أمانا من الخطو في طريق معلوم.»
ثم صعدا للطابق العلوي بهدوء شديد، وأوى إلى فراشه في الحجرة الإضافية. لا بد أن قدومها إليه كان باتفاق مشترك بينهما، ولكن ربما لم يفهم تماما السبب وراء ذلك.
لقد كانت بمنزلة كارثة؛ لكن الطريقة التي تصرفت بها كانت تنبئ بأنها ربما لم تكن تدرك هذا. وكلما ازدادت أركان الكارثة واصلت هي بطريقة محمومة. لم تكن ثمة طريقة يستطيع أن يوقف بها محاولاتها أو أن يوضح لها. هل من الممكن أن فتاة يمكن أن تعرف هذا القدر الضئيل عن الأمر؟ وافترقا أخيرا كما لو أن الأمور سارت على ما يرام. وودع كل منهما الآخر في صباح اليوم التالي في حضور والدها وأخويها، وبدأ تبادل الخطابات بينهما في غضون فترة وجيزة.
ذات مرة، ثمل وحاول مرة أخرى في ساوثهامبتون، لكن المرأة التي حاول إقامة علاقة معها قالت له: «يكفي هذا، يا صغيري، إنك ضعيف.»
كان الشيء الذي لا يهواه هو تأنق السيدات والفتيات؛ القفازات، والقبعات، والتنورات التي تصدر حفيفا أثناء السير، وكل تلك الأشياء التي يطلبنها ويهتممن بها. لكن كيف كان لها أن تعرف هذا؟ اللون الأخضر الليموني. لم يكن واثقا من أنه يعرف هذا اللون؛ لقد بدا وكأنه نوع من الأحماض.
ثم خطر على باله بسهولة بأنها من الممكن ألا تأتي لاستقباله.
अज्ञात पृष्ठ