إن كتابة هذا الخطاب أشبه بوضع رسالة في زجاجة
وتمني
أن تصل إلى اليابان.
كان أقرب إلى قصيدة.
لم تكن لديها أدنى فكرة عن العنوان، كان لديها من الجرأة والحماقة ما يكفي لجعلها تهاتف أصحاب الحفل، لكن عندما أجابتها المرأة على الطرف الآخر، شعرت بجفاف في حلقها وبخواء داخلي يشبه خواء سهول التندرا، وأغلقت الخط. وحملت كاتي في عربتها وذهبت بها إلى المكتبة العامة، وعثرت على دليل الهاتف الخاص بتورونتو؛ وجدت الكثير ممن يحملون اسم بينت، لكن ليس من بينهم من اسمه الأول هاريس، أو اسمه إتش بينت.
واتتها فكرة مزعجة، وهي أن تنظر في صفحة الوفيات بجريدة تورونتو، ولم تستطع أن تمنع نفسها من تنفيذها. انتظرت حتى انتهى الرجل الذي كان يقرأ نسخة الجريدة المتواجدة بالمكتبة. إنها عادة لا تقرأ تلك الجريدة لأنه ينبغي عبور الجسر للحصول عليها، وعادة ما يحضر بيتر معه جريدة «فانكوفر صن». راحت تقلب صفحات الجريدة بسرعة حتى عثرت على اسمه أعلى أحد الأعمدة. إذن فهو لم يمت؛ إنه صاحب عمود بالجريدة، وهو لا يرغب بطبيعة الحال في أن يزعجه الآخرون ويحادثوه هاتفيا في منزله بالحصول على رقم هاتفه من دليل الهاتف.
كان يكتب عن السياسة، بدا أن أسلوبه جذاب وتتسم كتابته بالبراعة، لكنها لم تهتم بأي من ذلك.
وأرسلت خطابها إليه هناك، إلى عنوان الجريدة. لم تكن واثقة من أنه يفتح بريده الخاص، واعتقدت أن وضع كلمة «خاص» على الظرف من شأنه أن يثير المشاكل؛ لذا كتبت فقط تاريخ وصولها وموعد القطار بعد العبارة الخاصة بالزجاجة. لم تذكر اسمها؛ فقد اعتقدت أن من يفتح الظرف قد يظن أنها قريبة متقدمة في العمر معتادة على الكتابة بطريقة غريبة؛ فليس ثمة شيء يمكن أن يسبب له أي نوع من الإزعاج أو المشكلات، حتى بافتراض إرسال ذلك الخطاب إلى منزله وفتحه من قبل زوجته، التي لا بد أنها قد غادرت المستشفى الآن. •••
كان من الواضح أن كاتي لا تعي أن وجود بيتر على رصيف المحطة يعني أنه لن يسافر بصحبتهما. وعندما شرعا في التحرك بينما لم يفعل هو، وعندما تركاه خلفهما حينما زاد القطار من سرعته؛ تأثرت بشدة إزاء تركه إياهما. لكنها هدأت بعد فترة، مخبرة جريتا أنه سيكون معهما بحلول الصباح.
وعندما قدم ذلك الصباح كانت جريتا تشعر بالحزن والقلق، لكن كاتي لم تذكر شيئا عن غياب أبيها على الإطلاق. سألتها جريتا إن كانت تشعر بالجوع وردت كاتي بالإيجاب، ثم راحت توضح لأمها - كما فعلت قبل أن يطآ القطار - أن عليهما خلع ملابس النوم وتناول إفطارهما في مكان آخر بالقطار. «ما الذي ترغبين في تناوله على الإفطار؟» «بازلاء مقرمشة.» كانت تعني رقائق الإفطار رايس كريسبيز. «سنرى إن كان لديهم منها هنا أم لا.»
अज्ञात पृष्ठ