لم يصادفا مطلقا أحدا يعرفانه، وكانا متأكدين تماما أن هذا كان سيحدث في إحدى المرات. أما الآن فقد اختلفت الأمور، بالرغم من أنهما كانا لا يعرفان سبب ذلك؛ هل لأنهما لن يواجها أي خطر في حالة إن حدث هذا بالفعل؟ فالحقيقة أن الناس الذين كان من المحتمل أن يلتقيا بهم، ولم يحدث هذا مطلقا، لن يشكوا في أنهما ذلك الثنائي الآثم الذي هما عليه الآن؛ إذ يمكنه أن يقدمها على أنها ابنة عم له دون أن يخلف أي انطباع؛ فهي مجرد قريبة عرجاء فكر أن يمر لزيارتها. وقد كان لديه بالفعل بعض الأقارب الذين لم ترغب زوجته في أن تزعج نفسها بمعرفتهم على الإطلاق. ومن ذا الذي سيلاحق امرأة في منتصف العمر ذات قدم عرجاء؟ لن يحتفظ أحدهم بتلك المعلومة الخطيرة كي يفصح عنها في لحظة حاسمة.
لقد التقينا بهاورد عند شاطئ بروس مع أخته، ألن يكون الأمر هكذا؟ كان يبدو على ما يرام. ربما ابنة عمه هي التي كانت في صحبته. هل هي عرجاء؟
لا يبدو أن الأمر يستحق كل هذا العناء.
وبالطبع كانا لا يزالان يتضاجعان، وفي بعض الأحيان كانا يفعلان ذلك بحذر، متجنبين ما قد يؤثر على الكتفين أو الركبتين. كانا تقليديين في ذلك الأمر، وظلا هكذا وهما يهنئان أنفسهما بأنهما لم يكونا في حاجة إلى أي عوامل خارجية مثيرة؛ فقد كان هذا من أجل المتزوجين فقط.
وفي بعض الأحيان كانت الدموع تملأ عيني كوري، التي كانت تدفن وجهها بين ذراعيه.
كانت تقول: «إننا محظوظان بشدة.»
ولم تسأله على الإطلاق إن كان سعيدا أم لا، لكنه أشار بطريقة غير مباشرة إلى أنه كان كذلك بالفعل، وقال إنه قد أصبح لديه أفكار أكثر تحفظا، أو ربما أقل تفاؤلا، فيما يخص مجال عمله. (وقد احتفظت لنفسها برأيها الذي يقول إنه كان دوما يميل لأن يكون محافظا.) كان يتلقى دروس البيانو، مما أثار دهشة زوجته وعائلته؛ إنه لشيء جيد أن يكون للمرء نوع من الاهتمامات الخاصة به، أثناء ارتباطه بعلاقة زواج.
قالت كوري: «أنا واثقة من هذا.» «لم أكن أعني ...» «أعلم هذا.» •••
وفي أحد الأيام، وكان في شهر سبتمبر، دلف جيمي كازنس إلى المكتبة ليخبرها بأنه لن يتمكن من تقليم الحشائش في حديقة منزلها اليوم لأنه يجب عليه الذهاب إلى الجبانة كي يحفر أحد القبور، وقال إنه من أجل أحد الأشخاص الذين كانوا يعيشون هنا.
سألته، وهي تضع إصبعها بين صفحات رواية «جاتسبي العظيم»، عن اسم الشخص المتوفى، وقالت إنه لشيء مثير أن يظهر بعض الأشخاص هنا، أو جثامينهم، ويطلبون ذلك المطلب الأخير من أقربائهم، الذي قد يكون مصدر إزعاج لهم؛ فربما يكونون قد أمضوا حياتهم بأسرها في مدن قريبة أو بعيدة، وبدا أنهم كانوا يشعرون بالرضا عن حياتهم في تلك الأماكن، لكن لم تكن لديهم رغبة في البقاء بها بعد وفاتهم. إن كبار السن هم من لديهم تلك الأفكار دوما.
अज्ञात पृष्ठ