हयात शर्क़
حياة الشرق: دوله وشعوبه وماضيه وحاضره
शैलियों
ثم جاءت فرقة علماء توبنجن فبحثت في أعمال الرسل وألف زعيمها ستراوس حياة السيد المسيح وألف فردينان باور الألماني كتاب «بولس رسول المسيح». ولا تزال معاول النقد العالي تعمل في بناء تاريخ الكنيسة المسيحية، ولا شك في أن الكنيسة تتقبل هذا كله بسرور، لأنها تدين بالتسامح والتساهل اللذين ورد ذكرهما في العهد الجديد المرة بعد المرة والفينة بعد الفينة.
أما الإسلام فلم يتقدم أحد لنقده نقدا عاليا ولا نقدا واطيا، لأن تاريخه بسيط، وهو خال من الغموض والتعقيد، وليس فيه ما يحير الفكر أو يربك العقل، وكل الفرق التي ظهرت في العراق وفارس إنما هي فرق باحثين في التأويل والتفسير وليس في التاريخ والنشأة التي أجمع المؤرخون على صحتها، كما قال برتلميه سانتهيلير في مقدمة كتابه في حياة النبي محمد (طبع باريس).
الأديان والنقد العالي
إن تاريخ العالم مقسم إلى فترات، قد تدوم الفترة الواحدة منها حوالي سبعة قرون لا تزيد ولا تنقص، وهذه حقيقة اهتدى إليها بعض المؤرخين بالاستقراء، فإن مدينة رومة تأسست قبل المسيح بسبعة قرون، ودامت سلطة رومة ونفوذها في العالم سبعمائة سنة، وفي نهاية تلك المدة ظهر المسيح بدين جديد ينطوي على حياة أمة جديدة وحضارة جديدة، وكان ظهوره مؤذنا بزوال تلك الدولة الرومانية التي حكمت العالم بالعصا والسكين بعد أن فتحته بالقوة والحيلة.
وفي نهاية القرن السابع المسيحي وبعد مضي سبعمائة سنة على الدول المسيحية الأوروبية ظهر الإسلام، ودامت عظمة الدول الإسلامية سبعة قرون، وفي نهايتها هاجمها الموغول من الشرق والصليبيون من الغرب فكسروها، وقد مضى الآن سبعة قرون من تاريخ انحطاط الشرق العربي الإسلامي، وبدأت نهضة جديدة في الشرق العربي، وجاءت تلك النهضة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، ومن العجيب أن هذا القرن الرابع عشر الهجري قد وافق الحرب العظمى، أي في ختام سبعمائة عام على العظمة الأوروبية بعد نهضتها الحديثة في القرن الثالث عشر المسيحي، وهو العهد الذي يسمى عهد الإحياء ونهضة القوميات والعلوم في أوروبا وانتهى ببداية القرن العشرين المسيحي، لأن الحضارة الأوروبية بلغت شأوها في أول هذا القرن، فمن المؤكد أن دور الشرق في النهضة قد آن، وكل الظواهر تدل على صحة هذه النظرية السبعية. (1)
رومة دامت سبعة قرون آخرها ظهور المسيح. (2)
المسيحية دامت في دورها الأول سبعة قرون آخرها ظهور محمد. (3)
نهضة الإسلام الأولى دامت سبعة قرون آخرها ظهور الموغول والصليبيين. (4)
هبوط المسيحية وأوروبا دام سبعة قرون آخرها عهد الإحياء الأوروبي للعلوم والفنون. (5)
نهضة أوروبا الحديثة دامت سبعة قرون آخرها الحرب العظمى 1914-1918. (6)
अज्ञात पृष्ठ