كنا أحيانا نتبادل الأحاديث الفكاهية بلهجة شخصية بوجو، الشخصية الرئيسية في القصة الهزلية المصورة «بوجو»، وهذا ما فعلناه في ذلك الموقف. «إنك بالطبع شكل جذاب لجسد المرأة.» «هل كل جزء من جسدي في المكان المناسب بالشكل المناسب، أتظن هذا؟» «حسنا، علي أن أحضر الدليل الإرشادي القديم الصغير وأراجع هذا الأمر.» «إنك لا تعني ذاك الدليل القديم الصغير الخاص بالثدي الثالث، أليس كذلك؟» «ألا تمتلك كل النساء ثديا ثالثا صغيرا؟ لقد عشت حياة مغلقة.» «يا فتى، إنك ولا شك ...» «هشش ...»
سمعنا صوت والدته بالخارج وهي تلقي التحية على شخص ما قد أوصلها بسيارته إلى المنزل. أغلق باب السيارة، إما أن اجتماع جمعية النجم الشرقي قد انتهى قبل موعده المعتاد، أو أننا أطلنا الجدال قبل أن نصعد إلى غرفته.
جذبني جيري من على الفراش إلى خارج الغرفة بينما كنت أحاول أن ألملم ثيابي، فقلت في صوت هامس: «الخزانة، يمكنني أن أختبئ ... بالخزانة، وأرتدي ثيابي.» «اصمتي» قالها متوسلا إياي بهمس، كان غاضبا للغاية، تكاد عيناه تدمعان، وظل يردد: «اصمتي. اصمتي.» كان وجهه شاحبا وكان يرتجف لكنه قوي بشكل غريب على جيري ستوري. كنت أجاهده وأسحب نفسي للوراء معترضة وأحاول إقناعه بأنني لا بد أن أحضر ثيابي، لكنه كان يسحبني للأمام مجبرا إياي على أن أنزل السلم. فتح باب القبو في نفس اللحظة التي فتحت فيه والدته باب المنزل الأمامي وسمعتها تصيح بابتهاج: «ألا يوجد أحد في المنزل؟» فدفعني هو إلى الداخل وأغلق الباب.
كنت وحيدة على درجات القبو الخلفي مسجونة، وعارية.
أضاء لي المصباح كي أعرف أين أقف، ثم أطفأه ثانية بسرعة، وهو ما زاد الطين بلة؛ لأنه جعل القبو أكثر ظلمة من ذي قبل. جلست بحذر على الدرجات أشعر بشذرات الخشب الباردة في مؤخرتي العارية، وحاولت التفكير في أي وسيلة أستطيع بها أن أخرج نفسي من هنا. فكرت أنه ربما بعد أن تعتاد عيناي الظلام يمكنني إيجاد نوافذ القبو وأحاول أن أفتح إحداها عنوة، لكن فيم سيجدي هذا وأنا عارية هكذا؟ ربما أستطيع العثور على ستارة قديمة رثة أو قطعة مفرش أستر بها جسدي، لكن كيف سأصل إلى بيتي بهذا الشكل؟ كيف سأمشي في جوبيلي عبر الشارع الرئيسي هكذا والساعة لم تتجاوز بعد العاشرة مساء؟
من المحتمل أن يأتي جيري ويخرجني بعد أن تأوي أمه إلى الفراش. وعندما يفعل هذا - إذا فعله في الأساس - فسوف أقتله.
سمعتهما - جيري ووالدته - يتحدثان في الغرفة الأمامية ثم في المطبخ. «إنها تريد أن تأوي إلى الفراش.» سمعت والدته تقول هذه العبارة ثم تطلق ضحكة، رأيت أنها ضحكة خبيثة. كان جيري ينادي والدته باسمها الأول مجردا وهو «جريتا»، غير أني رأيت هذا متكلفا وغير صحي. سمعت أصوات أواني وأكواب؛ كوب الكاكاو المسائي مع كعك الزبيب المحمص. بينما كنت سجينة عارية أشعر بالبرد في القبو، أخذت أفكر في جيري ومعدل ذكائه، وأفكر في قدراته الفكرية وحماقته. إذا كانت أمه عصرية لهذا الحد وتعرف أنه لا يوجد واحدة منا كفتيات تظل عذراء هذه الأيام، فلماذا يجب أن يلقي بي هنا؟ شعرت أنني أكرههما بشدة. فكرت في أن أطرق بشدة على الباب، هذا هو ما يستحقه، سأخبر أمه أنني أريد زواجا إجباريا على وجه السرعة لإخفاء الفضيحة.
اعتادت عيناي الظلام نوعا ما، وعندما سمعت صوت صرير وصوت باب يغلق في الأعلى، كنت أنظر في الاتجاه الصحيح فرأيت شيئا معدنيا يتدلى من سقف القبو، كانت صرة من الملابس طارت منها قطعة فاتحة اللون وسقطت على الأرضية الإسمنتية بصوت مكتوم. زحفت نازلة الدرج على الإسمنت البارد وأنا أدعو أن تكون هذه ملابسي وليست كومة من الملابس المتسخة ألقت بها والدة جيري لتوضع مع الغسيل.
كان قميصي وسترتي وتنورتي وسروالي الداخلي وحمالة صدري وجواربي، وكذلك معطفي الذي كان معلقا في خزانة الطابق السفلي، وكلها كانت ملفوفة حول حذائي كي لا يحدث صوتا مرتفعا حين يسقط. كل شيء هنا ما عدا رباط جوربي، وبدونه لا أستطيع أن أرتدي جواربي؛ لذا فقد كورتهما ودسستهما في حمالة صدري. في تلك اللحظة صرت أرى ما حولي بوضوح نوعا ما، فرأيت أحواض الغسيل والنافذة التي تعلوها، كان مزلاج النافذة لأسفل، فصعدت فوق حوض الغسيل وفتحت المزلاج وزحفت خارجة منها إلى الجليد. كان الراديو مفتوحا في المطبخ؛ ربما ليغطي على الضوضاء التي أحدثها، أو ربما لمجرد الاستماع إلى أخبار الساعة العاشرة.
عدوت إلى البيت حافية القدمين في الطرقات الباردة. كنت في تلك اللحظة أستشيط غضبا لمجرد فكرة كوني عارية في ذاك الفراش، لا أحد ينظر إلي سوى جيري وهو يضحك ويبدو عليه الخوف ويتحدث بلهجة غريبة. كان ذلك هو الشخص المتاح أمامي كي أعرض عليه نفسي، لن أحظى بحبيب حقيقي أبدا.
अज्ञात पृष्ठ