قالت أمي مؤنبة بفم مليء بالدبابيس : «ديل ، تأدبي.» «أريد فقط أن أعرف طعمه.» «لن أصب لك الشراب دون ثمن، لم لا تقومين بأي حركات مضحكة من أجلي؟ لم لا تجلسين على ركبتيك متوسلة إلي ككلبة طيبة.» «أستطيع أن أقلد الفقمة، هل تريد أن تراني أقلد الفقمة؟»
كان هذا من الأمور التي أحب أن أفعلها، ولا أخشى أبدا ألا أجيدها أو ألا أفعلها ببراعة، ولا أخشى أبدا أن يظن في أحد أنني خرقاء، بل إنني قد فعلتها مرة في المدرسة، في ساعة الهواة ببرنامج الصليب الأحمر للصغار فضحك الجميع، أطلقوا جميعا تلك الضحكات التي كانت باعثة على الارتياح، حتى إنني كان من الممكن أن أصير حيوان فقمة طوال حياتي.
ركعت على ركبتي وضممت مرفقي إلى جانبي، وأخذت أرفرف بيدي مصدرة صوت نباح مدهشا عاليا وغليظ النبرة. كنت أقلد مشهدا من فيلم قديم لماري مارتن، حيث كانت تغني بجانب بركة فيروزية اللون وتنبح حيوانات الفقمة حولها وكأنها كورس.
خفض السيد تشامبرلين كأسه وقربها من شفتي، لكنه كان يسحبها بعيدا كلما توقفت عن النباح. كنت أركع بجوار مقعده، وكانت فيرن توليني ظهرها وذراعاها مرفوعتان، وكان رأس أمي مختفيا وهي تضع الدبابيس في الثوب حول خاصرة فيرن. أما ناعومي - التي سبق وأن رأت تقليد الفقمة مرارا وتكرارا وكانت تهتم بحياكة الفساتين - فكانت تنظر إلى فيرن وأمي. أخيرا سمح السيد تشامبرلين لشفتي أن تلمسا حافة الكأس التي كان يحملها بيد واحدة، وبيده الأخرى فعل أمرا لم يكن أحد يستطيع أن يراه، فقد مرر يده تحت إبط قميصي ثم داخل فتحة ذراع السترة الواسعة التي كنت أرتديها، ثم دعك بيده بسرعة وقوة القماش القطني الذي يغطي نهدي، كانت لمسته من القوة حتى دفعت نهدي البض فجعلته مسطحا، ثم سحب يده بسرعة، كان الأمر أشبه بصفعة تركتني مصعوقة.
في وقت لاحق سألتني ناعومي: «كيف كان طعمه؟» «كطعم البول.» «لكنك لم تتذوقي البول قبل هذا.» قالتها وهي ترمقني بنظرة حادة حائرة، فقد كانت لديها قدرة على استشعار وجود سر ما.
أردت أن أخبرها لكنني لم أفعل وتراجعت؛ فلو أخبرتها لكان علي إعادة تمثيل ما حدث.
وكانت ستسأل: «كيف؟ كيف كانت يده حين بدأ؟ كيف أدخلها تحت سترتك؟ هل دعك نهدك أم عصره أم فعل كلا الأمرين؟ بأصابعه أم براحة يده؟ أكانت هكذا؟»
كان في المدينة طبيب أسنان يدعى الدكتور فيبين، وهو شقيق أمينة المكتبة الصماء، وكان معروفا عنه أنه يتحسس أرجل الفتيات حين ينظر إلى ضروسهن الخلفية. عندما كنت أمر أنا وناعومي تحت نافذته نصيح عاليا: «ألا ترغبين في موعد لدى الدكتور فيبين؟ الدكتور فيبين المتحسس؟ إنه رجل دقيق.» كان الأمر سيتحول هكذا في حالة ما حدث من السيد تشامبرلين، سنحول الأمر إلى مزحة ونأمل أن تحدث له فضيحة ونأخذ في حبك المؤامرات كي نوقعه بها، ولم يكن هذا ما أريد.
قالت ناعومي بصوت متعب: «لقد كان جميلا.» «ماذا؟» «ذاك الطاووس فوق الشجرة.»
اندهشت وانزعجت قليلا لسماعها تستخدم كلمة «جميل» لتصف شيئا كهذا، بل ولتذكرها له؛ فلم أعتدها تتصرف إلا بشكل معين ولا تعي إلا أشياء معينة. أما أنا فقد فكرت بالفعل ونحن نركض إلى المنزل أن أكتب قصيدة عن الطاووس. أما أن تفكر هي أيضا في هذا فهو أمر أشبه بالتعدي على منطقتي، وأنا لم أكن لأسمح لها أو لغيرها بأن يدلفوا إلى ذاك الجزء من ذهني.
अज्ञात पृष्ठ