111

ما الخبر؟

الخبر - كما قالوا - أن مصير الائتلاف معلق على بيان مطلوب منا، ونحب أن نتلوه عليك ...

قلت: وما شأني في هذا البيان؟

قالوا: بل الشأن شأنك؛ لأن فحوى البيان أن الوفد لا يقر ما كتبت عن الهلباوي بك ...

قلت: إنكم أحرار فيما تكتبون، ولكنني سأرد لا محالة على هذا البيان، وأقول لكم سلفا: إنني أنا المسئول عما أكتب، ولم يعلم الناس قط أنني أكتب بإشارة من أحد ...

ثم ذكرت لهم سابقة سعد مع اللورد جورج لويد حين حملت على اللورد من أجل زياراته للأقاليم، وثار اللورد ثورته التي أوشكت أن تعصف بالبرلمان، وأرسل إلى سعد من يقول له: إن اللورد يعتقد أنه هو الموعز بتلك الحملة، فقال سعد كلمته المأثورة: «إنها تهمة لا أدفعها أو شرف لا أدعيه.» ولم يفاتحني في الأمر حتى انقضت الأزمة؛ لكي لا أفهم أنه يقترح علي الكف عن الكتابة في هذا الموضوع ...

ولكنهم لم يقتنعوا وقالوا: إن صدور البيان من الوفد أمر لا محيص عنه، فإن شئت فاسمعه لتقترح تغييره أو تعديله فيما لا يرضيك ...

قلت: لن أسمعه ، ولن أسكت عن الرد عليه ...

في ذلك المساء زارني مكرم عبيد (باشا) والمرحوم صبري أبو علم (باشا)، وسألاني: «ماذا صنعت؟»

قلت: كتبت ردا على البيان سينشر في عدد الغد من جريدة «مصر» - وكانت من الصحف الصباحية - وفيها كنت أكتب مقالاتي كل يوم ...

अज्ञात पृष्ठ