فاستأذنا عليها فأبت أن تأذن لهما ، ثم استأذنا ثانيا فأبت ، فسارا الى أمير المؤمنين وطلبا منه أن يمنحهما الإذن لمقابلة وديعة النبي صلى الله عليه وآلهوسلم فانطلق عليه السلام الى الدار فالتمس من سيدة النساء أن تأذن لهما فاجابته الى ذلك فأذن (ع) لهما ودخلا فسلما عليها فلم تجبهما ، وتقدما فجلسا أمامها فازاحت بوجهها عنهما ، وراحا يلحان أن تسمع مقالتهما ، فاذنت لهما فى ذلك فقال أبو بكر : « يا حبيبة رسول الله والله ان قرابة رسول الله أحب الى من قرابتى ، وإنك لأحب الى من عائشة ابنتي ولوددت يوم مات أبوك أني مت ، ولا ابقى بعده ... أفتراني اعرفك وأعرف فضلك وشرفك وامنعك حقك وميراثك من رسول الله؟ الا أني سمعت رسول الله يقول :
« لا نورث ما تركناه فهو صدقة »
وقد فندت روايته بضعة الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم بما اقامته في خطابها الكبير من اوثق الأدلة على بطلان قوله ومساواة النبي لعموم المسلمين في الميراث ، والتفتت سلام الله عليها إلى أبي بكر وقد اشركت عمر معه فى خطابها قائلة :
« ونشدتكما الله ... ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن احب فاطمة ابنتي فقد أحبنى ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن اسخط فاطمة فقد أسخطني؟ »
فاجابا بالتصديق قائلين :
« اجل سمعناه يقول ذلك »
فرفعت كفيها إلى السماء وراحت تقول بفؤاد مكلوم
« فاني اشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني ، وما أرضيتماني ... ولئن لقيت رسول الله لأشكو كما إليه! »
पृष्ठ 159