الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
حياة الحياة
حياة الحياة
تأليف
ثروت أباظة
अज्ञात पृष्ठ
الفصل الأول
(المنظر: المسرح مقسم إلى قسمين: حجرة هي جزء من بيت، والقسم الثاني مقهى في عهد هارون الرشيد، الوقت في الفجر، المسرح مضاء إضاءة باهتة، يسمع صياح الديك والأذان فيستمر الصمت حينا ثم تخرج السيدة جمالات، وهي سيدة في منتصف العمر، يبدو عليها أنها كانت نائمة، تتقدم إلى النوافذ فتفتحها، فتضيء الحجرة بعض الشيء والأذان مستمر. المفروض في هذا الفصل أن يكون عبور الناس على المقهى مستمرا طوال الفصل بشكل قوي وملموس بحيث لا تكاد تمر دقيقة دون أن يمر عابر سبيل مرورا سريعا فيه لهفة وقلق واهتمام وإصرار، ويحسن أن يكون هؤلاء المارة لهم علامات مميزة في ملابسهم.)
جمالات :
الله أكبر الله أعظم، صبحنا وصبح الملك لله، يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، (وتفتح دولابا وتخرج منه بعض الخبز وبعض أطباق تضعها على المائدة)
يا قمر، قمر، قومي يا بنتي ساعديني. قمر! قمر! (وتدخل قمر إلى المسرح وهي تغالب النوم.)
قمر :
نعم يا أم.
جمالات :
ساعديني يا بنتي.
قمر :
अज्ञात पृष्ठ
فيم أساعدك يا أم؟
جمالات :
يوه! ألا تعرفين فيم؟ جهزي معي الفطور لأبيك.
قمر :
يا أم توكلي على الله. وهل هناك فطور حتى أجهزه؟!
جمالات :
لماذا؟ البيت عامر والحمد لله. هل جعت يوما؟!
قمر :
يا أم الجوع هو الأكل الذي نأكله.
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ
يا بنتي قولي يا فتاح يا كريم. الأكل ملء البيت.
قمر :
أين يا أم الأكل؟ أتسمين هذا أكلا؟!
جمالات :
ماذا أسميه إذن؟!
قمر :
وتريدين أن أساعدك أيضا! بالذمة فيم أساعدك؟! لقد جهزت أنت كل شيء في غمضة عين.
جمالات :
وماله، قفي معي وتظاهري بأنك تخدمين أباك. الرجال يحبون أن يروا نساء بيوتهم يخدمن طلباتهم. اعملي كأنك تجهزين الأكل وكأنك مشغولة يفرح بك أبوك وأفرح أنا أيضا.
قمر :
अज्ञात पृष्ठ
آه! هذا ما تريدين إذن.
جمالات :
وهل هذا قليل؟
قمر :
قولي إذن هذا ولا تقولي جهزي الفطور؛ فإن الفطور دائما لا يحتاج إلى تجهيز.
جمالات :
يا أختي من يسمعك تقولين هذا الكلام يحسب أنك تطمعين في عيشة القصور.
قمر :
يا أم توكلي على الله، ما لنا وما للقصور؟
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ
تحبين فتى معدما لا يحمل إلا الكلام المزوق.
قمر :
وماله يا - أم - إسماعيل؟ أليس يعمل في ديوان الخليفة؟
جمالات :
كاتب.
قمر :
وما عيب الكاتب؟
جمالات :
بائع كلام.
قمر :
अज्ञात पृष्ठ
ولكنه كلام جميل.
جمالات :
يصنعه بأمر رئيس الديوان ثم لا يكسب إلا بضعة دراهم.
قمر :
نعمة.
جمالات :
دراهم إسماعيل نعمة وأكلنا لا يعجبك.
قمر :
وهل قلت إن أكلنا لا يعجبني؟
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ
فماذا كنت تقولين من الصبح؟
قمر :
كل ما قلت إن الأكل عندنا لا يحتاج إلى تجهيز.
جمالات :
غدا نرى الأكل في بيتك.
قمر :
لن يكون أحسن من بيتك.
جمالات :
فلماذا يا بنتي تصرين على هذا الزواج من هذا الفتى المنكود؟! بذمتك ما الذي يعجبك فيه؟
قمر :
अज्ञात पृष्ठ
هو.
جمالات :
نعم؟!
قمر :
يعجبني هو ... هو بكل شيء فيه ... طيب يحب الخير للناس، ولا يفكر إلا في خير الجميع.
جمالات :
كسبنا صلاة النبي! وهل يملك الخير لنفسه حتى يقدمه للجميع؟! أقرع ونزهي!
قمر :
ليس المهم أن يقدم الخير للجميع، إنما المهم أن يحب الخير لهم.
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ
ومن أدراك أنه يقدم الخير لأحد إذا أصبح غنيا؟ هذا يا بنتي كلام الفقراء يقولونه؛ لأنهم لا يملكون ما يعطونه، أما إذا شبع فعلى حب الخير السلام.
قمر :
لا يا أم، إنه ليس كذلك.
جمالات :
ليس كذلك! وكيف عرفت؟
قمر :
لقد كان غنيا وظل يوزع أمواله على الناس.
جمالات :
حتى أصبح على الحديدة؛ خائب ... لو كان ذكيا لاستثمر هذا المال، ثم أعطى منه للفقراء.
قمر :
अज्ञात पृष्ठ
نعم. لعلي أوافقك على هذا. ليس إسماعيل ذكيا في معاملة الأموال ولكنه طيب.
جمالات :
وماذا ستفعلين بهذه الطيبة؟
قمر :
أعيش في ظلها، أتمتع بروحه الحلوة.
جمالات :
وتجوعين؟
قمر :
لن أجوع. ثم إنني يا أم تعودت على الجوع في بيتنا. لن تكون حياتي شرا مما هي الآن.
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ
وهذا سبب يجعلك تقبلينها! يا بنتي أنت جميلة، وألف يتمنى أن تكوني في بيته. طاوعيني يا قمر!
قمر :
يا أم أهذا كلام يقال على الصبح؟
جمالات :
يا بنتي وهل لنا في الدنيا إلا أنت؟
قمر :
على كل حال الأمر أمر أبي.
جمالات :
أبوك فرحان بوظيفة إسماعيل.
قمر :
अज्ञात पृष्ठ
أنا لا أعصي أمر أبي.
جمالات :
لا تطمئني كل الاطمئنان إلى رأي أبيك.
قمر :
ماذا تقصدين؟
جمالات :
لا شيء، ولكن لاحظي دائما أنه لم يتقدم لك حتى الآن خير من إسماعيل.
قمر :
تقصدين أنه لو ...
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ
أنا لا أقصد شيئا. هيا نادي أباك ليتناول فطوره. (يظهر في المقهى عمارة صبي المقهى ويبدأ برفع الكراسي وإعداد المقهى لاستقبال الزوار.)
عمارة :
نرفع الكراسي وننظف المناضد ونعد الفناجين، والذي نبيت فيه نصبح فيه، والأرزاق على الله ... (يغني):
ولقد قالت لجارات لها
إذ تعرت ذات يوم تبترد
أكما ينعتني تبصرني
عمركن الله أم لا يقتصد
لا يقتصد يا ستي لا يقتصد. وهل هناك شاعر يقتصد؟! لا يقتصد، ولماذا يقتصدون؟ هل يدفعون في الكلام فلوسا؟ كله مجانا، وهات يا شعر ورص يا شاعر؛ فلماذا يقتصد؟ (يعود إلى الغناء):
فتضاحكن وقد قلن لها
حسن في كل عين من تود
अज्ञात पृष्ठ
معلوم ... حسن في كل عين من تود. لو لم يكن حسن في كل عين من تود كانت قمر تحب إسماعيل! إنما حسن في كل عين من تود. والله كلام حكم ... قل يا سيدي قل، آه يا كلام! وهل شفنا المصائب إلا من الكلام. إسماعيل يتكلم وقمر تحب، ورحنا نحن في داهية ... والصفقة خاسرة بإذن الله. (يترنم بالغناء دون أن يتكلم.)
جمالات :
يا بنتي نادي أباك! لم تكن كلمة هذه.
قمر :
يا أم، لقد خوفتني حتى أكاد أموت.
جمالات :
لماذا؟
قمر :
ألم تقولي إن أبي قد يغير رأيه؟
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ
أكل هذا من أجل إسماعيل؟
قمر :
القلب وما يهوى يا أم.
جمالات :
هوى الشوم واللوم. لو كان غنيا! لو كان أنيقا! لو كان جميلا!
قمر :
لا يا أم، لا حق لك، هل رأيت في حياتك أجمل من إسماعيل ؟
جمالات :
إسماعيل جميل؟!
قمر :
अज्ञात पृष्ठ
في عيني أنا ليس أجمل منه.
جمالات :
عمى في عينك؛ فأنت إذن لا ترين أحدا.
قمر :
يا أم، أنا أرى من الرجال أكثر مما ترى بنات بغداد جميعا. المقهى تعرض علي في كل يوم أشكالا وألوانا.
جمالات :
وكل من ترينهم في المقهى إسماعيل أجمل منهم؟!
قمر :
في مرة رأيت رجلا غنيا، أنيق الهندام، عظيم الشكل، مهيب الطلعة، فرحت أقارن بينه وبين إسماعيل.
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ
وماذا كانت نتيجة المقارنة؟
عمارة (مغنيا) :
حسن في كل عين من تود ... حسن في كل عين من تود.
قمر :
قلت هذا غني وإسماعيل فقير، هذا وجيه وإسماعيل (تصمت قليلا) ، شاب لا يعتني بالوجاهة، هذا شاب وإسماعيل أيضا شاب، هذا لا أعرف عنه شيئا وإسماعيل طيب.
جمالات :
إذن فالرجل الآخر أحسن.
قمر :
أبدا.
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ
كيف؟
قمر :
إسماعيل هو من أحب ... أتعرفين يا أم معنى كلمة أحب؟ أحب ... هذه الكلمة البسيطة التي جعلت ليلى العامرية تعيش حتى الآن، وجعلت لبنى تحيا معنا كأنها في عصرنا هذا، وجعلت بثينة واحدة من جيلنا ومن كل الأجيال التي سبقتنا حتى الآن، وجعلت عزة، أتعرفين يا أم عزة؟
جمالات :
حبيبة كثير.
قمر :
أتعرفين كثير يا أم؟
جمالات :
لا أطيق الشعر ولا الشعراء.
قمر :
अज्ञात पृष्ठ
أنا أتكلم عن كثير الرجل، أتعرفينه يا أم؟
جمالات :
وهل رأيتني أقرأ أو أكتب؟!
قمر :
أعرف أنك لا تقرئين ولا تكتبين، ولكن ألم تسمعي عنه؟
جمالات :
منك نستفيد.
قمر :
كان كثير قصيرا قبيحا دميما.
جمالات :
अज्ञात पृष्ठ