हवारी
الهواري: رواية تلحينية عربية ذات فصل واحد
शैलियों
الهواري :
افعل ما ترى، وأرسلها إلي متكرما.
الأب :
سمعا، سلام عليك (يخرج من الباب الأيسر) .
الهواري :
وعليك السلام والرحمة. (ثم ينهض ويتمشى في المكان منكس الرأس مدة ثم يرفعه ويتكلم.)
آه من جور هذا الزمان! آه من تخاذل الإخوان! أيها العرب الذين قاتلوني في صحراء عيذاب فقتلوا رجالي وأولادي، وسبوا حريمي، وأفنوا بيت أبي الفوارس حتى لم يبق منهم إلا هذا الشيخ النادب وتلك الفتاة اليتيمة، هذا أنا ذا أنتقم منكم بما فعلتم. وهذي ابنتي؛ المهرة العربية الفرهة، أزفها بملكي إلى برذون من براذين هذه الأرض التي تضيع فيها الأنساب كما تضيع نقطة ماء السحاب في لجة البحر في العباب (يسكت ويتمشى ويكاد يختنق)
وا سوأتاه. وا سوأتاه! أمنتقم أنا منكم أم أن هذي يد الدهر لا تزال تتغلغل في جوف حياتي! تنتزع منها قلبها وروحها ثم تتركني صعيدا جرزا لا يحدث عني محدث ولا يخبر عني صدى! ابنتي، ابنتي التي فررت بها من حومة الموت أسلمها بيدي إلى نغل من الأنغال، لتنقطع ذريتي. وليكون لي منه أخرى تؤاخي الشيطان وتكون شرا في الناس وبؤسا! (يسكت ويبكي)
أيها الهوارة الذين قاتلوني وقتلوا أشبالي أمام عيني، لقد عفا عنكم هذا القلب المحترق عفا عنكم طرفي الثاكل! لو جاءني بالأمس منكم فتى حافي القدمين، عاري الرأس، لا معتذرا ولا راجيا ومد يده إلى ابنتي، غلابا، ليفعم نفسي غما، ما أبيتها عليه، بل لزودته بما في يدي شاكرا راضيا؛ فإنما دمكم أيها الأعراب أطهر الدماء وإن أفسدته الأحقاد. وآباؤكم أشرف الآباء وإن عقهم الأحفاد (يسكت ويتمشى)
وي، وي! ماذا جد بي؟ ماذا عراني؟ ما لي أنسى فضل هذا الفلاح الكريم علي؟! ما لي أنكر بره بي؟ وا سوأتاه ألم يجدني شريدا فآوى وعاريا فكسا وجائعا فأطعم وعائلا فأغنى. يا لله من جحود الإنسان! كيف آبى عليه ابنتي وما نماها إلى فضلة ولا أبقاها إلى اليوم إلا بره. وهذه النعمة التي أمرح فيها وأتقلب! أليست نعمته؟! لك ابنتي يا مصطفى جارية. ألا إنما نسب الإنسان حسبه وما كان فضل أبيك علي ومذكور كرمه في هذه الأرض إلا دليلا على كرم المحتد وطهارة الأرومة. ويح الأعراب ما أشد كبرهم وأخطل رأيهم! من أنا في الناس حتى آبى على هذا الجواد عذراء أنزلها كشح أهلها مرتبة الإماء (بتعجب)
अज्ञात पृष्ठ