عزيزتي إيفون
لا بد أن تكوني قد قدرت كيف انقضت على قلبي صاعقة رسالتك، فإذا كنت لا تزالين مصرة على مجافاتي أستعطفك أن تستقبليني مرة واحدة أيضا، وأعدك أني أأتمر بأمرك وبعدها افعلي كل ما تريدين، أخبريني أين منزلك الجديد لأزورك مرة واحدة فقط إذا كنت تبتغين مقاطعتي.
موريس
حاشية:
إني أوجد في نيوبار أو ما حولها من الحانات، فإذا أنعمت باستقبالي فأرجو منك أن تأمري الخادم أن يبلغني نعمتك هذه حالا، ويرشدني إلى مقامك.
ارثي لي يا إيفون وإن كنت قد عدلت عن حبي.
موريس
قضيت ذلك النهار حائرا أتردد بين الحانات ودار البريد ومنزل إيفون، سألت إدارة التوزيع في البريد عن عنوانها الجديد فقيل لي: إنها لم تخبر عن عنوان جديد لها، انتظرت عند شباك البريد غير مرة لعلي أرى من يطلب كتابا باسمها فلم أجد، سألت موزع الرسائل في الشباك: هل لها رسالة عنده، فأفضى تساءلي إلى التنافر بيننا؛ لأن وظيفته لا تؤذن له أن يجيب على سؤالي، ومع ذلك فتش فلم يجد رسالة باسمها ولم يتذكر ما إذا كان قد ورد لها رسالة تحت يده واستلمها أحد، انتظرت موزع البريد الطواف عند منزلها لأرى ألم تزل ترد رسائلها إلى هناك، فلم أجد معه رسالة لها: سألت البواب مرارا عن منزلها الجديد ورشوته، فلم يجبني غير ما أجاب؛ لأنه لا يعلم سواه، انتظرت خادمها في الحانات فلم أره، وفتشت رسائلي التي وردت إلي فلم أجد جوابا منها، في الصباح التالي ذهبت إلى «سوق الخضار» لعلي أجد خادمها هناك يشتري لوازم المطبخ فلم أعثر عليه، حرت في أمري، لم أهتد إلى طريقة لاكتشاف مقرها.
لماذا انتقلت إيفون من منزلها فجأة؟ لماذا جفتني هذا الجفاء؟ فكرت كثيرا في ذلك، فخطرت لي تعاليل مختلفة له، ولكن ضميري لم يستقر على واحد منها؛ لأني مقتنع أن إيفون تحبني كما أحبها.
هل ترى أسأت إليها؟ كنت أتعبدها هل ملت عشرتي؟ كانت إلى يوم ذهبت الإسكندرية تعاتبني إذا تأخرت عن لقائها، هل وشى بي أحد لها؟ إن إيفون أسمى عقلا من أن يجوز عليها الكذب، وأشد ثقة بي من أن تصدق وشاية، هل أبعدها الأمير عني غيرة عليها؟ ولكنها لا تطاوعه فيما يخالف رغبتها، هل علقت شخصا آخر غيري فجفتني؟ ليست إيفون من متقلبات القلب، إذن لماذا تكتب لي: «لا تكن لي بعد الآن؛ لأني لم أعد لك؟» حيرني هذا الجفاء المباغت، كدت أجن.
अज्ञात पृष्ठ