نسبتك للحق، وبما أنت حق، وبما أنت عالم وسوى وغير ذلك. وحاصل هذا الفصل الذي ذكره : أنه جعل نسبة العالم إلى وجود الحق نسبة الظل إلى الشخص ، وعنده أن وجود الحق امتد على الأعيان الممكنات في العدم كما امتد الظل على محله، فهي ثلاثة فافهمها : محل. وظل عليه يقع. وشخص يكون عنه الظل. فالمحل: الممكنات، والظل الوجود، فكما يقبل المحل من الظل بقدر استعداده ، كذلك على زعمه يقبل الممكن من وجود الحق على قدر استعداده. ثم حقق ذلك فقال : العالم متوهم ما له من وجود حقيقي ، أي كما أن الظل ليس له وجود حقيقي. ثم قال: فاعرف عينك ومن أنت ؟ وما هويتك. وفي هذا الكلام شبهة حق ! بما أشكل على بعض الناس، وهو قوله: ألا تراه - يعني الظل في الحس متصلا بالشخص الذي امتدد عنه ، يستحيل عليه الانفكاك من ذلك الاتصال. نعم الكون متصل بتدبر الحق له وامتداده من قدرته ما يتم به وجوده وبقاؤه، وليس اتصاله بالحق كاتصال الظل بالشخص كلما تحرك تحرك أو
पृष्ठ 62