فسماهم الله تعالى كافرين، وهذا دليل على أنه ليس بمكروه، ولا بذكر كما زعموا، ولكنه كفر صريح وقال تعالى: {ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين، الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا... } الآية، وهذا نص صريح على أن(1) من اتخذ اللهو واللعب دينا أنه كافر وسد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمسامعه عن مزمار الراعي للتحريم، لا لكراهة؛ لأنه لو كان للكراهة لكان الإعراض عنه بالقلب كاف؛ لأنه فعل غيره وأما عدم النهي فلبعد الراعي المزمر وعدم التمكن منه كما تعرفه في زماننا، وذلك أنا نسمعه من المسافة البعيدة التي لا نتمكن من زجره سيما في شواهق الجبال.
पृष्ठ 40