أما إقراره بالحلول، فقوله: وأولو الحلول سواهم، فهذا إقرار بإثبات أهل الحلول الذين لايعني سواهم ممن يعتزي إلى الإسلام.
ويقول يرقص من جهالته الوصي
والسيدين بلازم لم يضمد
يضمد بالضاد المعجمة بنقطة فوقانية، والمعنى: لم يضمد اللازم الذي ذكره، أي لم يشد بشيء من ألفاظ (الكامل المتدارك)، مأخوذ من قولهم: ضمد فلان رأسه إذا شده بعصابة أو ثوب غير عمامة، هكذا ذكره في (الصحاح).
والمراد بالوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، والسيدين ولداه سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والدليل على كونه عليه السلام وصيا هو ما رواه جماعة العترة عليهم السلام وشيعتهم رضي الله عنهم، يروون خلفا عن سلف حتى يتصل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أوصى إليه وسماه وصيا بألفاظ متفقة المعنى، وقد يختلف اللفظ قليلا وذلك معلوم لمن نظر في مصنفاتهم وعلومهم، والمخالف يوافقنا في صحة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم له عليه السلام: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي(1))).
وقد ثبت في كتاب الله تعالى وأن موسى، قال لهارون عليهما السلام: {اخلفني في قومي} فالخبر يقضي بأن النبي قد قال له: ((اخلفني في قومي)) وهذا هو معنى الوصية إذ لو لم يكن ذلك لاستثناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما استثنى النبوة.
पृष्ठ 10