हाशियात तर्तीब
حاشية الترتيب لأبي ستة
فما تدوم على حال تكون بها ... كما تلون في أثوابها الغول بعد كلام ما نصه: وللعرب أمور تزعمها، لا حقيقة لها، منها: أن الغول تتراءى في الفلوات وتتلون لهم وتضلهم عن الطريق، ومنها الهديل: زعموا أنه فرخ كان في عهد نوح عليه الصلاة والسلام فصاده بعض الجوارح، وأن جميع الحمام تبكيه إلى يوم القيامة، إلى أن قال: ومنها الصفر: زعموا أنه حية في جوف الإنسان تعض عند الجوع شراسيفه وهي أطراف الأضلاع التي تشرف على البطن، إلى أن قال: ومنها الهامة: زعموا أنها طائر يخرج من رأس المقتول فيصيح: (اسقوني فإني عطشان) إلى أن يؤخذ بثأره، إلى أن قال: ومنها النوء: وهو أن يسقط نجم من منازل القمر الثمانية والعشرين من المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع في تلك الساعة آخر مقابله من المشرق فيأتي المطر، وأمور أخرى من الخرافات لا حقيقة لشيء منها، ففي الحديث: "لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر"، وفي حديث آخر: "لا طيرة ولا نوء ولا غول"، رواهما مسلم، وقال بعض الشعراء:
الجود والغول والعنقاء ثالثة ... ... أسماء أشياء لم تخلق ولم تكن
<1/93> إلى آخره. وضبط في الصحاح (صفر) بفتح الصاد والفاء مرادا به الشهر والحية التي تزعمها العرب ، وزاد على كلام ابن هشام واللذع الذي يجده عند الجوع من عضه.
قوله: «لا يورد»، الظاهر أنه مبني للفاعل، من أورد، والمفعول محذوف للعلم به من الفاعل. أي لا يورد صاحب الدابة العليلة دابته العليلة، إلخ.
पृष्ठ 93