وفي مغازي الواقدي أن الذي قال في ذلك الوقت: (مطرنا بنوء الشعرى) هو عبد الله بن أبي، المعروف بابن سلول، إلى أن قال: وفي الحديث من الفوائد غير ما تقدم طرح الإمام المسألة على أصحابه وإن كانت لا تدرك إلا بدقة النظر، ويستنبط منه أن للولي المتمكن من النظر في الإشارات أن يأخذ عبارات ينسبها إلى الله تعالى، كذا قرأت بخط بعض شيوخنا، وكأنه أخذه من استنطاق النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عما قال ربهم، وحمل الاستفهام على الحقيقة، لكن رضي الله عنهم فهموا خلاف ذلك ولهذا لم يجيبوا إلا بتفويض الأمر إلى الله ورسوله، انتهى.
والحاصل أن المراد من الحديث الرد على ما كانت العرب تعتقده، من أن المطر يحصل بسقوطه أو طلوعه المسمى عندهم نوء بفتح النون وسكون الواو وفي آخره همزة، قال في الصحاح: "والنوء سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل ثلاثة عشر يوما، هكذا كل نجم منها إلى انقضاء السنة، ما خلا الجبهة فإن لها أربعة عشر يوما".
<1/76> قال أبو عبيدة: ولم نسمع في النوء أنه السقوط إلا في هذا الموضع، وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها، وقال الأصمعي: إلى الطالع منها في سلطانه فتقول مطرنا بنوء كذا، والجمع أنواء ونوآن أيضا مثل عبد وعبدان وبطن وبطنان إلى آخره.
पृष्ठ 75