وأما قوله تعالى: {وأثابهم فتحا قريبا}[الفتح:18] فالمراد فتح خيبر على الصحيح، لأنها وقعت فيه الغنائم الكثيرة للمسلمين، وقد رواه أحمد وأبو داود والحاكم من حديث مجمع بن حارثة قال: شهدنا الحديبية فلما انصرفنا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عند كراع الغميم وقد جمع الناس فقرأ عليهم: { إنا فتحنا لك فتحا مبينا}[الفتح:1]، فقال رجل: يا رسول الله أو فتح هو؟ فقال: "إي والذي نفسي بيده إنه لفتح"، وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن الشعبي: { إنا فتحنا لك فتحا مبينا}[الفتح:1] الحديبية، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وتبايعوا بيعة الرضوان، وأطعموا نخيل خيبر، وظهر المسلمون على فارس، وأما قوله تعالى: {إذا جآء نصر الله والفتح} [النصر:1]، فالمراد به فتح مكة.
قوله: «لا هجرة بعد فتح مكة» باتفاق إلى آخره.
पृष्ठ 21