हाशियात तर्तीब
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: «وألقى الروثة» قال ابن حجر: استدل به الطحاوي على عدم اشتراط الثلاثة، قال: لأنه لو كان مشترطا لطلب ثالثا واعترضه وأطال في ذلك، وظاهر رواية المصنف رحمه الله يدل على ما قاله الطحاوي، لكن حديث ابن عباس بعده يدل على أنه لا بد من ثلاثة أحجار وهو الذي يدل عليه كلام صاحب الإيضاح حيث قال: ومن غلب الظاهر على المفهوم أو خصه به قال: لا بد من ثلاثة أحجار وهو أقل <1/106> ما يجزي، أو سبعة أو ما يمكنه مما يزيل به الأذى عن نفسه وهو قول أصحابنا، إلى آخره.
قوله: «إنها ركس» قال في الصحاح: الركس رد الشيء مقلوبا، وركسه وأركسه بمعنى {والله أركسهم بما كسبوا}[النساء:88] ردهم إلى كفرهم إلى آخره، وقال ابن حجر: قوله: (هذا ركس) كذا وقع هنا بكسر الراء وإسكان الكاف، فقيل: هي لغة في رجس بالجيم، وقد دل عليه رواية ابن ماجة وابن خزيمة في هذا الحديث، فإنها عندهما بالجيم، وقيل: (الركس) الرجيع، رد من حالة الطهارة إلى حالة النجاسة، قاله الخطابي وغيره، والأولى الذي يقال: رد من حالة الطعام إلى حالة الروث، وقال ابن بطال: لم أر هذا الحرف في اللغة يعني: (الركس) بالكاف وتعقبه أبو عبد الملك بأن معناه الرد كما قال تعالى: {أركسوا فيها}[النساء:91] أي ردوا، فكأنه قال: هذا رد عليك، انتهى. ولو ثبت ما قال لكان بفتح الراء يقال: أركسه ركسا إذا رده، وفي رواية الترمذي: (هذا ركس) يعني نجسا وهو يؤيد الأول، وأغرب النسائي فقال عقب هذا الحديث: (الركس) طعام الجن، وهذا إن ثبت في اللغة فهو صريح من الإشكال ، انتهى كلام ابن حجر.
أقول: وهذا التفسير الأخير هو المناسب لما عليه أصحابنا من كون أرواث الخيل والبغال والحمير طاهرة وأنها علف دواب الجن، ولعل نسخته طعام دواب الجن، انتهى، وهو على حذف مضاف، والله أعلم.
पृष्ठ 102