3- قال في قصص العلماء في ترجمة العلامة الحلي ما ترجمته:
أن الملا حسن الكاشاني- وهو رجل ظريف- كان مصاحبا للعلامة حين حضوره عند السلطان محمد وجريان المباحثة عنده. فلما تشيع السلطان وتم الأمر توجه الملا حسن إلى السلطان وقال: «أريد أن أصلي ركعتين على مذهب الفقهاء الأربعة وركعتين على المذهب الجعفري، وأريد من السلطان أن يحكم بصحة إحدى الصلاتين». ثم قال: «أبو حنيفة- أو أحد الفقهاء الأربعة- يجوز الوضوء بالنبيذ، ويذهب أبو حنيفة إلى أن الجلد بالدباغة يطهر، ويجوز بدل قراءة الحمد والسورة قراءة آية واحدة حتى لو كانت بالترجمة، ويجوز السجود على نجاسة الكلب، ويجوز الخروج من الصلاة بغير السلام ولو بالضراط». فتوضأ الملا حسن بالنبيذ، ولبس جلد الكلب، ووضع خرء الكلب موضع سجوده وكبر، وبدل قراءة الحمد والسورة قال: «دو برگ سبز» وهي ترجمة «مدهامتان» ، ثم ركع، ثم سجد على خرء الكلب، وأدى الركعة الثانية مثل الأولى، ثم تشهد، وضرط بدل السلام، وقال: «هذه صلاة أهل السنة». ثم مع كمال الخضوع والخشوع صلى ركعتين على مذهب الشيعة.
فقال السلطان: «معلوم أن الأولى ليست بصلاة، والصلاة الموافقة للعقل هي الثانية» (1).
وهذا أيضا من هفوات قصص العلماء، وأصل القضية فعل القفال المروزي لبيان الخلاف بين المذهب الشافعي والمذهب الحنفي في مجلس السلطان محمود بن سبكتكين- ولا علاقة للقضية بالمذهب الشيعي والعلامة والملا حسن الكاشاني والسلطان محمد- وقد حكاها ابن خلكان بشيء من التفصيل حيث قال في ترجمة محمود بن سبكتكين:
وذكر إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني. في كتابه الذي سماه
पृष्ठ 29