[الخامس عشر: عربيتها]
الخامس عشر: عربيتها، فلو ترجمها بطلت. (1)
وإنما خص الضاد بالذكر؛ لصعوبة خروجها من مخرجها، ومن ثم تمدح النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله: «أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش» (1)، ولإمكان خلو السورة من الضاد خص ضادي المغضوب و الضالين وخص مخرج الظاء واللام المفخمة؛ لأن اللسان يفخم بالضاد عند الخطأ إلى مخرجهما.
واعلم أن مخرج الضاد أقصى حافة اللسان وما يليها من الإضرار اليمنى واليسرى وإن كان الثاني أسهل، ومخرج الظاء ما بين طرف اللسان والثنيتين العليين، ومخرج اللام حافة اللسان وما يحاذيها من الحنك الأعلى فوق الضاحك، وهي السن التي تلي الناب.
قوله: «عربيتها، فلو ترجمها بطلت». لما تقرر من أن الركن الأعظم في القرآن نظمه الذي به حصل الإعجاز، وهو يفوت بالترجمة بغير العربية، بل وبالعربية المرادفة؛ لأنه تفسير لا قرآن. ولا فرق في ذلك بين القادر وغيره، حتى لو ضاق الوقت عن التعلم عوض عن القراءة بذكر الله بقدرها وإن قدر على الترجمة على أصح القولين.
ولو تعارض ترجمة القرآن والذكر قدم الذكر؛ لصدق اسمه تعالى بالذكر دون ترجمة القرآن. هذا كله إذا لم يحسن شيئا من القرآن، وإلا وجب أن يقرأ مما علمه منه بقدرها مراعيا للحروف والآيات على تفصيل ذكره أليق بالمطولات.
पृष्ठ 539