الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل؛ ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته، وما يضمر النبي (صلى الله عليه وآله) في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين، وما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، والعقلاء هم أولوا الألباب الذين قال الله تعالى:
(وما يتذكر إلا أولوا الألباب) ".
12. أبو عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا، رفعه، عن هشام بن الحكم، قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): " يا هشام، إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) ".
يا هشام، إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول، ونصر النبيين بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالأدلة، فقال: (وإلهكم إله وحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السموات والأرض واختلف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون).
يا هشام، قد جعل الله ذلك دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا، فقال: (وسخر لكم الليل <div>____________________
<div class="explanation"> قوله: (ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل) أي بعقله، فإن للعقل فضلا؛ لأنه به يحصل المعرفة واختيار الخير، ويتفرع عليهما الخشية والتذلل والإطاعة والانقياد والإتيان بالحسن الجميل، وإنما كمال العبادة بحسن التذكر والتذلل والخشية، وقال الله تعالى: (إنما يتذكر أولوا الألباب) (1) وقال - عز من قائل -: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (2).</div>
पृष्ठ 49