ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، ولا أكملتك إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك أعاقب، وإياك أثيب.
<div>____________________
<div class="explanation"> قوله: (ثم قال له: أقبل فأقبل).
إقبال العقل عبارة عن توجهه إلى المبدأ، وإدباره عبارة عن توجهه إلى المقارنات.
ويصح إطلاقهما (1) في أول خلق من الروحانيين، وفي القوة النفسانية الداعية إلى اختيار الخير والنافع، وفي قوة إدراك الخير والشر والتميز بينهما.
وقوله: (ولا أكملتك إلا فيمن أحب) يلائم الأخيرين، وإن كان يصح في الأول باعتبار الارتباط والإشراق على النفس بعناية، فيكون المراد بإكمال ذلك العقل فيمن أحب إكمال ارتباطه وإشراقه.
وقوله: (إياك آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب) يناسب الأخير؛ فإنه مناط التكليف.
ولما كان سببا لصحة تعلق التكليف بالنفس وكان النفس مكلفا، لكونها عاقلا، فكأنه مكلف، قال: " إياك آمر... " وإن كان يصح في الثاني (2) بعناية (3)، وفي الأول (4) بزيادتها.</div>
पृष्ठ 44