409

हाशिया उपर तफसीर बैदावी

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

शैलियों

وكيفية عقابه على ما جرت به العادة الآلهية من أن يشفع الترغيب بالترهيب تنشيطا لاكتساب ما ينجي وتثبيطا عن اقتراف ما يردي، لا عطف الفعل نفسه حتى يجب أن يطلب له ما يشاكله من أمر أو نهي فيعطف عليه، أو على فاتقوا لأنهم إذا لم يأتوا بما يعارضه بعد التحدي ظهر إعجازه وإذا ظهر ذلك من كفر به استوجب العقاب ومن آمن به أن يطلب ما تشاكله من أمر أو نهي حتى يصح عطفها عليه، بل المعطوف عليه هو مجموع القصة المتعلقة بأحوال المرتابين في حقية القرآن من تكليفهم بإتيان ما يساوي أقصر سورة مما نزل وتقريعهم وتهديدهم وإيعادهم بالنار الموصوفة. والمعطوف هو مجموع القصة المتعلقة ببشارة المؤمنين الذين جمعوا بين الإيمان والأعمال الصالحة كما صرح به بقوله:

«والمقصود عطف حال من آمر بالقرآن» الخ فإن تصريح بأنه من قبيل عطف القصة على القصة وهو يتضمن بيان الغرض الذي سيق له كل واحدة من القصتين ليظهر التناسب بينهما، فإن كل واحد من الضدين ومن النقيضين مناسب للآخر لاشتراك الضدين في التضاد والنقيضين في التناقض، فإن كل واحد من الضدين مضاد للآخر وكذا كل واحد من النقيضين مناقض للآخر. والتنشيط والتحريك والتحريض وذلك يحصل بالترغيب، والتثبيط المنع والصرف وذلك يحصل بالترهيب والتخويف. قوله: (لا عطف الفعل نفسه) معطوف على قوله: «عطف حال من آمن». قوله: (فيعطف) بالنصب عطف على «يجب». قوله: (أو على فاتقوا) عطف على قوله: «على الجملة السابقة». قال الشريف المحقق رحمه الله: فيه ضعف من وجهين: أحدهما أن قوله تعالى: فاتقوا جواب للشرط السابق فإن عطف قوله:

وبشر عليه كان التقدير فإن لم تفعلوا فبشر الذين آمنوا ولا ارتباط بينهما، وثانيهما أن عطف الأمر لمخاطب على الأمر لمخاطب آخر إنما يحسن إذا صرح بالنداء كما في قولك:

يا بني تميم احذروا عقوبة ما جنيتم، وبشر يا فلان بني أسد بإحساني إليهم، وأما بدون التصريح فقد منعه النحاة. والمصنف أشار إلى جوابهما بقوله: «لأنهم إذا لم يأتوا بما يعارضه بعد التحدي ظهر إعجازه» الخ وبيان كونه جوابا عن الأول أنه قد مر أن قوله تعالى:

فاتقوا النار كناية عما هو جزاء حقيقة وهو قوله: «ظهر أنه معجز» وأن التصديق به واجب وأن تخويف المنكرين ببيان أنهم يستوجبون العقاب بكفرهم وإنكارهم إنما رتب على الشرط المذكور وهو عجزهم عن معارضة القرآن لكونه لازما لما هو مرتب عليه حقيقة، وهو ظهور كون القرآن معجزا وتحقق صدق النبي صلى الله عليه وسلم. فكما أن تخويف الكفار ببيان استحقاقهم مرتب على الشرط المذكور بهذا الوجه فكذا بشارة المؤمنين ببيان استحقاقهم الثواب مرتب عليه بالوجه المذكور، لأن ظهور إعجازه وصدق مبلغه كما يستلزم استحقاق من كذبهما العذاب الأليم يستلزم أيضا استحقاق من آمن بهما الثواب العظيم، وإذا صح ارتباط كل واحد منهما

पृष्ठ 415