हाशिया उपर तफसीर बैदावी
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
शैलियों
الكافرون بما كنزوه أو بنقيض ما كانوا يتوقعون زيادة في تحسرهم. وقيل: الذهب والفضة التي كانوا يكنزونها ويغترون بها وعلى هذا لم يكن لتخصيص إعداد هذا النوع من العذاب بالكفار وجه. وقيل: حجارة الكبريت وهو تخصيص بغير دليل وإبطال للمقصود إذ الغرض تهويل شأنها وتفاقم لهبها بحيث تتقد بما لا يتقد به غيرها، والكبريت يتقد به كل نار وإن ضعفت فإن صح هذا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فلعله أراد به أن الأصنام وحكم عليهم بأنهم جميعا حصب جهنم فكان ذلك تفسيرا لهذه الآية، لأن قوله تعالى: إنكم وما تعبدون من دون الله [الأنبياء: 98] في معنى أن الناس والحجارة، وقوله: حصب جهنم [الأنبياء: 98] في معنى وقودها. قوله: (أو بنقيض ما كانوا يتوقعون) منها أن تشفع لهم وتدفع المضار عن أنفسهم لمكانتها عند الله، فجعلها الله تعالى عذابا عليهم بأن قرنهم بها محماة في نار جهنم زيادة في تحسرهم، لأن حرمان الإنسان مما يتوقعه يوجب التحسر والتهلف خصوصا إذا فات وأدى إلى شر فظيع وعذاب عظيم، ونحوه في كونه تعذيبا بنقيض ما يتوقع ما يفعل بالذين يكنزون الذهب والفضة ولا يصرفونها فيما أوجبه الله تعالى من الحقوق فضلا عن نوافل القربات حيث يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. والمصنف أشار إلى هذا بقوله: «وقيل الذهب والفضة» أي قيل المراد بالحجارة الذهب والفضة اللتين كان أصحابهما يكنزونهما، ثم قال: «وعلى هذا لم يكن لتخصيص إعداد هذا النوع من العذاب بالكفار وجه» يعني أن قوله تعالى: أعدت للكافرين بلام الاختصاص يدل على أن هذا النوع من العذاب مختص بالكافرين وعلى أن علة التعذيب هي كفرهم من حيث إن ترتب الحكم على الوصف يشعر بعلية الوصف
والحال أنه غير مختص بهم بل يعذب بها الكانزون من المؤمنين. قوله: (وقيل حجارة الكبريت) ذكر في التيسير نقلا عن ابن مسعود وابن عباس وابن جريج رضي الله عنهم : هي حجارة الكبريت، وإنما خصت بالذكر لأن فيها خمسة أشياء كل واحد سبب لشدة العذاب وهي: أنها أسرع اتقادا وأبطأ خمودا وأنتن رائحة وأشد حرا وألصق بالبدن. وروي وأكثر دخانا بدل أبطأ خمودا. قوله: (وهو تخصيص بغير دليل) نقلي يدل على أن المراد بالحجارة الحجارة المخصوصة. وأيضا هذا التخصيص يبطل ما هو المقصود من توصيف النار بمضمون الموصول مع صلته فإن الغرض من توصيفها به تهويل شأنها وتفاقم أمرها أي تعاظمه، يقال: تفاقم الأمر أي تعاظم. ووجه دلالة التوصيف المذكور على ما ذكر من التهويل دلالته على أنها لا تتقد بها نار الدنيا فإن نار الدنيا لو جعل الناس الحجارة المطلقة فيها لكانت تخمد وتنطفىء بخلاف تلك النار، فإنها لا تخمد ولا تنطفىء بل يشتد اشتعالها بأول مسها بها. وهذا المقصود لا يحصل بتخصيص الحجارة بحجارة الكبريت، فإن الكبريت
पृष्ठ 410