380

हाशिया उपर तफसीर बैदावी

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

शैलियों

الحكم وقصره عليه، إن العالم والجاهل المتمكن من العلم سواء في التكليف. واعلم أن مضمون الآيتين هو الأمر بعبادة الله والنهي عن الإشراك به تعالى والإشارة إلى ما هو يكون مفعول «تعلمون » منويا مقدرا لا يكون المقصود من ربط هذه الجملة الحالية بالحكم السابق وهو تكلفهم بالانتهاء عن الشرك وإثبات الند له تعالى تقييد ذلك الحكم بعلمهم بأن ما زعموه أندادا له تعالى لا تماثله ولا تقدر على شيء من مصنوعاته تعالى، وإلا فيلزم انتفاء التكليف المذكور عند انتفاء قيده الذي هو علمهم بالمفعول المقدر اعتبارا للمفهوم المخالف، فإن الأئمة الشافعية يعتبرونه ويجعلونه كالمفهوم الموافق في إثبات الحكم المقيد عند تحقق قيده وبعدم ثبوته عند انتفاء قيده. ففي هذه الآية إن كان المقصود من ربط الجملة الحالية بما قبلها تقييد التكليف بالانتهاء عن الشرك بعلمهم بالمفعول المقدر يفهم منه عندهم أنكم غير مكلفين بالانتهاء عنه حال جهلكم بكون الأنداد لا تماثله تعالى ولا تقدر على مثل ما يفعله فلا تنتهوا عنه في تلك الحال وإن وجد فيكم أهلية التكليف وهو العقل والتمكم من العلم بطريق النظر. وإرادة هذا المعنى باطل لما تبين أن التكليف بالأمر والنهي غير مشروط بعلم المكلف بالمأمور به وحسن الإتيان به ولا بعلمه بالمنهي عنه وقبح ارتكابه بل العالم والجاهل القادر على تحصيل العلم سيان في التكليف. وقيد الجاهل بالمتمكن من العلم احترازا عن الصبيان والمجانين بل المقصود من ربطها بالنهي السابق تعييرهم والاستقصاء في لومهم على عدم انتهائهم عما نهوا عنه، فإن التثريب معناه التعبيرء الاستقصاء في اللوم فيكون عطف تفسير للتوبيخ، وإنما قال: «وعلى هذا» أي على الوجه الأخير لأنه لا محذور في جعل الحال مقيدة على الوجه الأول وهو أن ينزل «تعلمون» منزلة اللازم لأن مناط التكليف هو العقل والتمكن لفهم الخطاب فيصح أن يقال: انتهوا عن الشرك حال كونكم من أهل العلم والنظر ولا تكليف عليكم بذلك ولا بشيء من التكاليف عند انتفاء أهلية العلم والنظر عنكم لأن الأمر كذلالك بالاتفاق بين الأئمة الحنفية والشافعية والأئمة الحنفية لا يعتبرون المفهوم المخالف ويفهمون من الأحكام المقيدة بقيد من القيود ثبوت الحكم عند تحقق ذلك القيد ولا يفهمون انتفاءه عند انتفاء قيده بل يجعلون الكلام خاليا عن التعرض لذلك أصلا لا نفيا ولا إثباتا ويقولون: المقصود من تقييد النهي المذكور في هذه الآية بالحال في كلا الوجهين التقريع والتوبيخ على إشراكهم بالله تعالى ما يعلمون أنه لا يشاركه في شيء من صفاته وأفعاله.

قوله: (واعلم أن مضمون الآيتين) أراد بهما قوله تعالى: يا أيها الناس اعبدوا ربكم إلى قوله: فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون وأراد بالنهي عن الإشراك به تعالى المعنى الأعم المتناول لتصريح النهي عنه، ولمعنى النفي المنصوب بإضمار «إن». وأراد بالمقلة

पृष्ठ 386