हाशिया उपर तफसीर बैदावी
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
शैलियों
وإطلاقها عليهم على طريقة التمثيل لا الاستعارة، إذ من شرطها أن يطوى ذكر المستعار له بحيث يمكن حمل الكلام على المستعار منه لولا القرينة، كقول زهير :
لدى أسد شاكي السلاح مقذف ... له لبد أظفاره لم تقلم
لفظ «أصم» فيه صفة مشبهة مثل أسود وأحمد بتقدير أنا أصم، وعدي ل «عن» لتضمينه معنى الذهول أو الغفلة أو الإعراض. و «اسمع» أفعل تفضيل مضاف إلى خلق الله أي وأنا أسمعهم واستشهد بهما على جواز إطلاق الأصم على من سلمت حاسة سمعه تشبيها له بمن اختلت حاسة سمعه. قوله: (وإطلاقها عليهم) أي وإطلاق ألفاظ «صم بكم عمي» على المنافقين كان على طريق التشبيه فإن التمثيل في قوله: «على طريق التمثيل» بمعنى التشبيه فيكون لفظ المشبه به مستعملا في معناه الحقيقي لا على طريق الاستعارة حتى يكون مجازا وذلك لأن شرط الاستعارة التصريحية أن يطوي ذكر المستعار له بحيث لا يكون مذكورا أصلا أي لا لفظا كما في قولك: زيد أسد ولا مقدرا كما في قوله: أسد علي بحذف المبتدأ ولا منويا كما في قوله سبحانه وتعالى: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر [البقرة: 187] فإن قوله تعالى: من الفجر بيان للخيط الأبيض الذي شبه به الفجر فلا يكون الخيط الأبيض استعارة لكون المشبه وهو الفجر مذكورا صريحا فكذا لا يكون الخيط الأسود استعارة لكون المشبه الذي هو سواد آخر الليل مذكورا نية كأنه قيل: حتى يتبين لكم ما هو كالخيط الأبيض مما هو كالخيط الأسود من الفجر ومن سواد آخر الليل المستعار له، وهو وإن وجب أن لا يكون مذكورا أصلا أي لا لفظا ولا تقديرا ولا نية إلا أن معناه يكون مرادا بلفظ المستعار منه فحينئذ يكون لفظ المشبه به مستعارا للمشبه. قوله: (بحيث يمكن) متعلق بقوله: «أن يطوي» وقوله: «لو لا القرينة» الدالة على أن المراد بلفظ المستعار منه معناه المجازي الذي هو المعنى المستعار له متعلق بقوله: «يمكن». قيل: إذا عدمت القرينة وجب حمل اللفظ على معناه الحقيقي فينبغي أن يقال: بحيث يجب بدل قوله: «بحيث يمكن»، وأجيب بأن المراد بالإمكان الإمكان العام فلا ينافي الوجوب. فقوله: «بحيث يمكن» حمل الكلام على المستعار منه معناه أن لا يمتنع حمله عليه كما امتنع ذلك عنه وجود القرينة وعبر عن الوجود بعدم الامتناع اكتفاء بأدنى المرتبة. قوله: (شاكي السلاح) أي حديد السلاح من الشوكة وهي حدة السلاح. وأصله شائك فنقلت العين إلى موضع اللام، وقد تحذف العين فيقال: زيد شاك السلاح برفع الكاف لأنه آخر الكلمة. والمقذف هو المكثر اللجم كأنه قذف باللحم أو الذي رمى به كثيرا في الوقايع. واللبد جمع لبدة وهي ما تلبد من الشعر على رقبة الأسد ومنكبه. وأظفار الأسد براثه، والبراثن من السباع والطير هي بمنزلة الأصابع من
पृष्ठ 327