296

हाशिया उपर तफसीर बैदावी

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

शैलियों

إسناد الفعل إليه على الحقيقة، ومصداق ذلك أنه لما أسند المد إلى الشياطين أطلق الغي قال: وإخوانهم يمدونهم في الغي [الأعراف: 202] وقيل: أصله يمد لهم بمعنى يملي لهم ويمد في أعمارهم كي يتنبهوا ويطيعوا فما زادوا إلا طغيانا وعمها، فحذفت اللام وعدي الفعل بنفسه كما في قوله تعالى: واختار موسى قومه [الأعراف: 155] أو التقدير يمدهم استصلاحا وهم مع ذلك يعمهون في طغيانهم. والطغيان بالضم والكسر تعالى لذلك. وقول المصنف: «قالوا لما منعهم الله تعالى» الخ جواب «لما» الأولى وقوله :

«يمنحها» أي يعطيها وقوله: «بسبب كفرهم» متعلق بقوله: «منعهم» وقوله: «أسند ذلك» جواب «لما» الثانية وقوله: «إلى المسبب» على صيغة اسم الفاعل وقوله: «وأضاف الطغيان إليهم» بيان لقرينة الإسناد المجازي في الوجهين.

قوله: (ومصداق ذلك) أي ما يصدق كون الإضافة إليهم قرينة المجاز. ولا يخفى أن قوله: «وأضاف الطغيان إليهم» تتمة للوجهين المذكورين من تأويلات المعتزلة. وعند أصحابنا إسناد المد إلى إخوانهم إسناد مجازي وإسناده إليه تعالى حقيقي، على عكس ما زعمه المعتزلة. وأضاف الطغيان إليهم باعتبار اتصافهم به وكونهم محلا له لا باعتبار إيجادهم إياه.

قوله: (وقيل: أصله يمد لهم) جواب ثالث من طرف المعتزلة معطوف على جملة قوله:

«لما منعهم» مع جوابه. والمعنى أن المعتزلة لما تعذر عليهم إجراء الكلام على ظاهره صرفوه عن ظاهره وجعلوه من باب الحذف والإيصال كما في قوله تعالى: واختار موسى قومه [الأعراف: 155] أي من قومه فيكون كل واحد من قوله: «طغيانهم» و «يعمهون» حالا من ضمير «يمدهم» على سبيل الترادف أو الثاني حال من ضمير الأول على التداخل. ولما كان المد في العمر فعل الله تعالى حقيقة اعتبر في فعله تعالى عند المعتزلة أمران: الأول كونه معللا بالأغراض والثاني كونه على وفق مصالح العباد. أشار إلى اعتبارهما ههنا يقول: «كي ينتبهوا أو يطيعوا» ثم لما كان الحال قيدا للعامل مقارنا مضمونها لمضمونه في الوجود اعتبر زيادة كل واحد من طغيانهم وعمههم بحسب ازدياد عمرهم، وأشار إليه بقوله: «فما ازدادوا إلا طغيانا وعمها». وأما الحصر فلا دلالة عليه في نظم القرآن وإنما هو مستفاد من المقام.

قوله: (أو التقدير يمدهم استصلاحا وهم مع ذلك يعمهون في طغيانهم) جواب رابع من طرف المعتزلة بصرف الآية عن ظاهرها مع كون يمدهم من المد بمعنى يعطيهم مددا ويزيدهم قوة في رشادهم وصلاحهم بإقامة الدلائل النقلية والعقلية، وبيان غاية كل واحد من الإطاعة والغواية وإفاضة ما يحتاجون إليه من الأموال والأولاد ونحوها استصلاحا لحالهم وطلبا لاهتدائهم ونجاتهم من العذاب المؤبد. وقوله: «استصلاحا» مبني على ما ذهب إليه المعتزلة من كون أفعاله تعالى معللة بالأغراض ووجوب كونها على وفق مصالح العباد.

पृष्ठ 302