हाशिया उपर तफसीर बैदावी
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
शैलियों
وإذا قيل لهم آمنوا من تمام النصح والإرشاد فإن كمال الإيمان بمجموع الأمرين الإعراض عما لا ينبغي، وهو المقصود بقوله لا تفسدوا، والإتيان بما ينبغي وهو المطلوب بقوله آمنوا.
كما آمن الناس في حيز النصب على المصدر وما مصدرية أو كافة مثلها في ربما، واللام في الناس للجنس والمراد به الكاملون في الإنسانية العاملون بقضية العقل.
ويكون المعنى أنهم مقصورون على الإفساد لا حظ لهم في الإصلاح بوجه ما، وتوسيط الفصل كما يفيد تأكيد القصر المذكورة يفيد فائدة أخرى وهي رد ما في قولهم: إنما نحن مصلحون من التعريض للمؤمنين فإنه لو قيل: نحن مصلحون بدون كلمة «إنما» وقصد به التعريض لجاز، فكذلك إذا قالوا: نحن مقصورون على محض الإصلاح وقصدوا به ذلك، فينبغي أن يكون الكلام المسوق لرد دعواهم الكاذبة مشتملا على رد ما قصدوا فيها من التعريض للمؤمنين، فيكون توسيط الفصل للفائدة المذكورة وجها رابعا من وجوه الأبلغية.
والوجه الخامس الاستدراك بقوله: ولكن لا يشعرون ووجه دلالته على أبلغيته نفي علمهم بكونهم مفسدين بنفي الإحساس عنهم للإشعار بأن إفسادهم في الظهور بمنزلة المحسوس الذي لا يخفى على من سلمت حواسه، وعدم علمهم بذلك من حيث إنه لا إحساس لهم.
ولما اشتمل هذا الكلام الوارد لرد قولهم: إنما نحن مصلحون على هذه الأمور التي هي وجوه المبالغة وهي مفقودة في ذلك القول كان هذا الكلام أبلغ منه.
قوله: (فإن كمال الإيمان بمجموع الأمرين) يعني أن نفس الإيمان وإن كان عبارة عن التصديق القلبي كما مر إلا أن كماله بأمرين: التخلية عما لا ينبغي وهو المعبر عنه بالإفساد، والتخلية بما ينبغي وهو المعبر عنه بالإيمان المماثل لإيمان الناس ولا يتم النصح بالتوصية بأحدهما. والكاف في «كما اسم» بمعنى المثل منصوب المحل على أنه صفة مصدر محذوف و «ما» مصدرية تقديره: آمنوا إيمانا مثل إيمان الناس، فلما حذف الموصوف أقيمت الصفة مقامه وأعربت وسميت باسمه تجوزا. ويجوز أن تكون الكاف فيه حرف جر «وما» كافة تكفها عن العمل وتصحح دخولها على الجملة الفعلية مع أن حق حرف الجر أن يختص بالاسم .
قوله: (مثلها في ربما) كلمة «ما» فيه كافة تكف رب عن العمل وتصحح دخولها على الجملة. وفي الحواشي الشريفية: أن لفظ «ما» في «كما» إن كانت كافة عن العمل مصححة لدخولها على الجملة كانت للتشبيه بين مضمون الجملتين، أي حققوا إيمانكم كما تحقق إيمانهم، وإن كانت مصدرية فالمعنى إيمانا مشابها لإيمانهم. قوله: (واللام في الناس للجنس)
पृष्ठ 285