हाशिया उपर तफसीर बैदावी
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
शैलियों
على أبصارهم غشاوة أو على حذف الجار وإيصال الختم بنفسه إليه، والمعنى وختم على أبصارهم بغشاوة. وقرىء بالضم والرفع وبالفتح والنصب وهما لغتان فيها، وغشوة بالكسر مرفوعة وبالفتح مرفوعة ومنصوبة وغشاوة بالعين الغير المعجمة.
ولهم عذاب عظيم (7) وعيد وبيان لما يستحقونه والعذاب كالنكال بناء ومعنى. تقول: عذب عن الشيء ونكل عنه إذا أمسك، ومنه العذب لأنه يقمع العطش ويردعه ولذلك سمي نقاخا وفراتا. ثم اتسع فأطلق على كل ألم فادح وإن لم يكن نكالا أي عقابا يردع الجاني عن المعاودة فهو أعم منهما. وقيل: اشتقاقه من التعذيب الذي هو إزالة العذب كالتقذية والتمريض. والعظيم نقيض الحقير والكبير نقيض الصغير فكما أن والتقدير: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم بغشاوة، ثم حذف حرف الجر وعدي الفعل بنفسه. قوله: (وقرىء بالضم والرفع) أي بضم الغين المعجمة ورفع الآخر وكذا قوله: «وبالفتح والنصب» أي وقرىء بفتح الأول ونصب الآخر أيضا. وضم الغين وفتحها لغتان في غشاوة. قوله: (وعشاوة بالعين الغير المعجمة) أي العين المفتوحة وفتح فاء الكلمة من العشا بالقصر وهو مصدر الأعشى وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار، والعشاء بالفتح والمد والطعام الذي يؤكل بعد الزوال، والغداء ما يؤكل قبل الزوال. وفي الحواشي الشريفية: ولعل المعنى حينئذ أنهم يبصرون الأشياء إبصار غفلة لا إبصار عبرة. انتهى. أي يبصرونها كما يبصر الأعشى في سواد الليل لا كما يبصر أولوا الأبصار السليمة في بياض النهار. قيل: هذه القراءات كلها شواذ سوى القراءة بكسر الغين مع الألف بعد الشين ورفع الآخر.
قوله تعالى: (و لهم عذاب عظيم) جملة اسمية قدم فيها الخبر وهو «لهم» و «عذاب» مبتدأ و «عظيم» صفته. والمبتدأ النكرة الموصوفة وإن جاز تقديمه على الخبر كما في قوله سبحانه وتعالى: وأجل مسمى عنده إلا أنه أخر ههنا لأن المقام مقام تهويل لما يستحقونه من الجزاء من ربهم سبحانه وتعالى من القتل والأسر في الدنيا والعذاب الدائم في العقبى.
ومن جملة وجوه تهويله بيان أن ما يستحقونه من العذاب مخصوص بهم بحيث لا يعذب عذابهم أحد ولا يوثق وثاقهم أحد. قوله: (والعذاب كالنكال بناء ومعنى) أما بناء فظاهر لأن بناء كل واحد منهما على وزن فعال بفتح الفاء، وأما معنى فلأن المراد بهما العقاب الذي يرتدع به الجاني عن المعاودة إلى الجناية التي وقع العقاب المذكور بمقابلتها جزاء عليها ويرتدع به غير الجاني أيضا عن ارتكاب مثلها. ففي كل واحد معنى المنع والامتناع والردع والإمساك. وفي الصحاح: نكل به تنكيلا إذا جعله نكالا وعبرة لغيره أي عاقبه على جنايته
पृष्ठ 250