हाशिया काला मुख्तसर मानी
حاشية الدسوقي على مختصر المعاني
अन्वेषक
عبد الحميد هنداوي
प्रकाशक
المكتبة العصرية
प्रकाशक स्थान
بيروت
शैलियों
نحو اختصار الأول ثانيا، مع جمود القريحة بصرّ البليات، وخمود الفطنة بصرصر النكبات، ...
===
(وقوله: نحو) ظرف ل" ثانيا" بعده، معناه: الجهة.
(قوله: مع جمود القريحة) حال من فاعل" انتصبت" أو من" شرح"، والجمود بالجيم: عدم السيلان، استعير هنا لضعف القريحة أى عدم انبساطها وعدم توغلها فى المدارك، بجامع قلة الانتفاع إلا بعد تكلف، أو أنه شبه القريحة بماء على طريق المكنية، وإثبات الجمود تخييل إما باق على حقيقته أو مستعار لضعف الفطنة، والقريحة فى الأصل اسم لأول مستنبط من ماء البئر استعير لأول ما يستنبط من العلم أو لما يستنبط منه مطلقا، بجامع أن كلّا منهما سبب للحياة، فالماء سبب لحياة الجسم، والعلم سبب لحياة الروح، ثم أطلق على العقل؛ لأنه محل العلم أو بعضه- أى بعض ضروريّه، على مذهب إمام الحرمين (١) - مجازا مرسلا علاقته الحالية أو الكلية، أو استعارة ثم صار إطلاقه عليه حقيقة عرفية.
(قوله: بصرّ البليات) أى: بسبب البليات التى كالصر، وهو برد شديد يضر بالنبات ويجمد الماء.
(قوله: وخمود الفطنة) الخمود- بالخاء المعجمة-: سكون لهب النار، والفطنة فى الأصل: الفهم، والمراد بها هنا الذهن بمعنى العقل، إما مجازا مرسلا علاقته الحالية، أو حقيقة عرفية، ولا يخفى ما فى الكلام من الاستعارة بالكناية حيث شبه فطنته بالنار بجامع الانتشار فى كل؛ لأن الفطنة تنتشر فى المدارك كما أن النار تنتشر فى الحرق، والخمود تخييل.
(قوله: بصرصر النكبات) الصرصر: الريح الشديدة العاصفة، وإضافته للنكبات بمعنى المصائب وحوادث الدهر من إضافة المشبه به للمشبه، أى: بالنكبات الشبيهة بالريح
_________
(١) هو عبد الله بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن عبد الله بن حيويه الجويني، ويكنى بأبى المعالى، ولد سنة ٤١٩ هـ، كان له معرفة تامة بالفقه والأصول والنحو والتفسير والأدب، ومن مؤلفاته: الإرشاد والورقات فى أصول الفقه، ونهاية المطالب فى دراية المذاهب، وله فى أصول الدين: " الشامل فى أصول الدين، توفى سنة ٤٧٨ هـ.
انظر: مقدمة غياث الأمم، بتحقيق د/ مصطفى حلمى وفؤاد عبد المنعم محمد.
1 / 50