حاصل ما قلته في عميرة على المحلي. (قوله: العلم بالأحكام) المراد بالعلم الظن القوي؛ لأنه ظن المجتهد فلقوته سمي علما ثم المراد بالظن التهيؤ له لا الظن بالفعل.
(قوله: العلم إلخ) أي: التصديق بها كما هو ظاهر تعديته بالباء ويدل عليه لفظ " المكتسب " بناء على مذهب الإمام أن الكسب لا يدخل التصور والمراد بالأحكام النسب التامة وبالشرعية المأخوذة من الشرع والعملية المتعلقة بكيفية عمل وتلك الكيفية هي الوجوب والحرمة والكراهة والندب والإباحة كالعلم بأن النية في الوضوء واجبة فالعمل هو النية وكيفيته وجوبه ومعنى تعلق النسبة بكيفية العمل أن الكيفية والعمل ظرفان لها وخرج به العلم بالأحكام العلمية أي: الاعتقادية كالعلم بأن الله واحد والمراد بالاعتقادية المعتقدات؛ لأن الاعتقاد هنا ليس ظرفا للنسبة بخلاف ما مر.
(قوله: المكتسب) خرج غيره كعلم الله وجبريل وبالتفصيلية العلم المكتسب للخلافي من المقتضي والنافي كعلمه بوجوب النية في الوضوء لوجود المقتضي عند إمامه أو بعدم وجوب الوتر لوجود النافي وفي كون ذلك علما كلام في الأصول. (قوله: من حيث إلخ) يعني أنها موضوع من حيث إنها مقيدة بهذه الحيثية ومعتبرة معها فالحيثية قيد الموضوع وتتمة له والبحث فيه عن فعل غير المكلف بطريق التبعية لفعله تدبر. (قوله: ودون) قلت معنى دون في الأصل أدنى مكان من الشيء لكن مع انحطاط يسير فإن دون نقيض فوق على ما في الصحاح فهو ظرف مكان مثل عند إلا أنه ينبئ عن دنو أكثر وانحطاط قليل يقال: هذا دون ذاك إذا كان أحط منه قليلا ثم استعير للتفاوت في الأحوال والرتب تشبيها بالمراتب الحسية وشاع استعماله في ذلك أكثر من الأصل حتى صار حقيقة عرفية ثم اتسع فيه واستعمل في كل تجاوز حد وهو هنا منصوب على الحال من ضمير أنظم أو ما أي: حال كوني منبها ب قلت في اليسير ومتجاوزا عن ذلك التنبيه في الكثير قال الرضي: في بحث المفعول فيه وهو بهذا المعنى قريب من غيره فلذا قال الشارح أي: وغير منبه إلخ وكل ما قلته نص عليه السعد في المطول عند قول المصنف: تخصيص أمر بصفة دون صفة أخرى. وقرره عبد الحكيم وبه يندفع ما قاله سم ولعله مبني على أن دون لا تخرج عن الظرفية لكن منعه عبد الحكيم.
पृष्ठ 8