हसना और सय्या

इब्न तैमिया d. 728 AH
95

हसना और सय्या

الحسنة والسيئة

अन्वेषक

-

प्रकाशक

دار الكتب العلمية،بيروت

संस्करण संख्या

-

प्रकाशक स्थान

لبنان

शैलियों

सूफ़ी
ويمكن فعله، من غير مراعاة حكمة، ولا رحمة ولا عدل، ويقولون: إن مشيئته هي محبته. ولهذا تجد من اتبعهم غير معظم للأمر والنهي، والوعد والوعيد بل هو منحل عن الأمر الشرعي كله، أو عن بعضه، أو متكلف لما يعتقده أو يعلمه؛ فإنهم أرادوا أن الجميع بالنسبة إلى الرب سواء، وأن كل ما شاءه فقد أحبه، وأنه يحدث ما يحدثه بدون أسباب يخلقه بها، ولا حكمة يسوقه إليها، بل غايته أنه يسوق المقادير إلى المواقيت. لم يبق عندهم فرق في نفس الأمر بين المأمور والمحظور، بل وافقوا جَهْمًا، ومن قال بقوله كالأشعري في أنه في نفس الأمر لا حسن ولا سيئ، وإنما الحسن والقبح مجرد كونه مأمورًا به ومحظورًا، وذلك فرق يعود إلى حظ العبد، هؤلاء يدعون الفناء عن الحظوظ. فتارة يقولون في امتثال الأمر والنهي: إنه من مقام التلبيس، أو ما يشبه هذا، كما يوجد في كلام أبي إسماعيل الهروي صاحب منازل السائرين. وتارة يقولون: يفعل هذا لأهل المارستان أي العامة كما يقوله الشيخ المغربى، إلى أنواع، ليس هذا موضع بسطها. ومن يسلك مسلكهم غايته إذا عظم الأمر والنهي أن يقول كما نقل عن الشاذلي: يكون الجمع في قلبك مشهودًا، والفرق على لسانك موجودًا.

1 / 111