128

हसना और सय्या

الحسنة والسيئة

संपादक

-

प्रकाशक

دار الكتب العلمية،بيروت

संस्करण

-

प्रकाशक स्थान

لبنان

शैलियों

सूफ़ी
مِن دُونِهِ﴾ آلهتهم، ثم استثنى عيسى وعزيزًا والملائكة، فقال: ﴿إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ﴾ وهو شهادة أن لا إله إلا الله ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم. قال: وهذا مذهب الأكثرين، منهم قتادة.
والثاني: أن المراد ب ﴿الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ عيسى وعزيرًا والملائكة، الذين عبدهم المشركون، لا يملك هؤلاء الشفاعة لأحد ﴿إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ﴾ وهي كلمة الإخلاص ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ أن الله تعالى خلق عيسى وعزيرًا والملائكة. وهذا مذهب قوم، منهم مجاهد.
وقال البغوي: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ﴾ [الزخرف: ٨٦]، هم عيسى وعزير والملائكة؛ فإنهم عبدوا من دون الله تعالى، ولهم الشفاعة. وعلى هذا تكون " من " في محل رفع.
وقيل: " من " في محل خفض، وأراد بـ ﴿الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾: عيسى وعزيرًا والملائكة، يعنى: أنهم لا يملكون الشفاعة إلا لمن شهد بالحق. قال: والأول أصح.
قلت: قد ذكر جماعة قول مجاهد وقتادة، منهم ابن أبى حاتم. روى بإسناده المعروف على شرط الصحيح عن مجاهد قوله: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ﴾ عيسى وعزير والملائكة، يقول: لا يشفع عيسى وعزير والملائكة ﴿إلا مَنْ شَهِدَ بِالحَقِ﴾ يعلم الحق. هذا لفظه. جعل " شفع " متعديا بنفسه وكذلك لفظ. . . [بياض بالأصل] .
وعلى هذا، فيكون منصوبا، لا يكون مخفوضًا، كما قاله البغوي؛ فإن الحرف الخافض إذا حذف انتصب الاسم، ويكون على هذا يقال: شفعته، وشفعت له، كما يقال: نصحته، ونصحت له. و" شفع " أي صار شفيعًا للطالب، أي لا يشفعون طالبًا ولا يعينون طالبًا ﴿إلا مَنْ شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ أن الله ربهم.

1 / 144