युद्ध और शांति

गुमनाम अनुवादक d. 1450 AH
83

युद्ध और शांति

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

शैलियों

ماري دميترييفنا

كان عدد من المدعوين في البهو الكبير يحيط بالكونتيس روستوف وبناتها، وكان الكونت قد رافق الرجال إلى مكتبه، ووضع رهن تصرفهم مجموعته الثمينة من الغلايين، وكان يخرج من حين إلى آخر ليستعلم عما إذا كانت «هي» قد وصلت. كان آل روستوف ينتظرون مقدم ماري دميترييفنا آخروسيموف الملقبة بالتنين الرهيب، وهي امرأة محرومة من الثراء والألقاب، لكنها استطاعت أن تشق لنفسها طريق الشهرة بفضل صراحتها المخيفة وبدانتها. كانت ماري دميترييفنا معروفة من الأسرة المالكة، وفي موسكو كلها وبيترسبورج، وكانت تروى عنها أقاصيص في المدينتين، تجعل الناس يعجبون بها ويسخرون سرا، ويقدرونها ويهابونها دون أن يجدوا جرأة على بهتها بسخريتهم.

كان الرجال يتحدثون عن الحرب في مكتب الكونت العابق بدخان اللفافات، كانوا يعرفون أن الحرب قد أعلنت رسميا، غير أن أحدا لم يقرأ بعد الصيغة الرسمية لإعلانها، وكان الكونت جالسا على أريكة شرقية بين اثنين من المدخنين، لا يدخن ولا يتحدث، بل يلتفت تارة إلى اليمين وأخرى إلى اليسار، ويراقب مدعويه بسرور واضح، ويصغي إلى مناقشاتهم بانتباه واهتمام؛ ليرى مآل الأمر بينهم، استعدادا لإثارة نقاش جديد، عند صدور أول بادرة تهدد بخفوت احتدام النقاش.

كان أحد الاثنين الجالسين إلى جانبيه مدنيا ذا وجه صفراوي، أجرد، مجعد الوجه، ذا مظهر أنيق رغم تقدمه في السن، وتخليفه الشباب وراءه، وكان يجلس على الطريقة الشرقية، وكأنه في بيته، وفي زاوية فمه مبسم من الكهرمان، يجذب خلاله أنفاسا متلاحقة وهو يغمز بعينيه، وكان هذا الرجل الناضج واحدا من أبناء عم الكونتيس، اسمه شينشين، وهو عزب عجوز، يعتبر في أندية موسكو لسانا سليطا مسلطا، وكان الكونت ينظر إليه نظرة توحي بتفوقه على محدثه الآخر، الذي كان ضابطا في الحرس، نضر الوجه، مورد الوجنتين، شديد التأنق والترفع، معنيا كل العناية بهندامه ومظهره، يمسك بغليونه في منتصف فمه، محاذرا بتبديل مكانه، وتمتص شفتاه القرمزيتان خلال القصبة نفحات خفيفة من الدخان، يرسلها من فمه على حلقات متلاحقة رقيقة، كان هذا الزائر هو الملازم بيرج، من فيلق سيميونوفسكي؛ الذي كان عليه أن يلتحق بالجيش مع بوريس، والتي كانت ناتاشا تسميه: «خطيب فيرا» إمعانا منها في إثارة أختها الكبرى.

كان الكونت كله آذان صاغية وعيون متطلعة، وكان أجمل ما يستأثر بانتباهه بعد لعب

1

الورق، هو الإصغاء إلى حديث المتناقشين، خصوصا عندما يكون سبب إثارة اثنين من أبلغ المحدثين.

قال شينشين بلهجته الساخرة: إذن يا فتاي الطيب، يا ألفونس كارليتش شديد الإقدام، إنك تتوقع أن تقتطع إيرادات على حساب الدولة، وأقصد أنك تود الاستئثار بربح على حساب غيرك؟

كان شينشين يجمع بين الكلمات القروية والعامية في الروسية، وبين العبارات المنتقاة باللغة الفرنسية، وكان أسلوبه في الحديث يمتاز بطابع السخرية، أجابه الملازم: كلا يا بيوتر نيكولائيتش، إنني أزعم فقط أن سلاح المدفعية يعطي فوائد جمة تفوق على ما يعطيه سلاح الفرسان، خذ حالتي مثلا ...

كان بيرج يتحدث أبدا بلهجة دقيقة متزنة شديدة التهذيب، لكنه لا يتحدث إلا عن نفسه، فإذا دار الحديث حول مواضيع أخرى لا علاقة له بها، صمت هادئا لا يريم، ولا يبدي أو يحدث حوله أي امتعاض، ولو استمر على سكوته ساعات طويلة، أما إذا كانت شخصيته موضوع الكلام والبحث، فعندئذ يستفيض ببلاغة واسترسال وطلاقة، والسرور باد على محياه. - إنني في حالتي، يا بيوتر نيكولائيتش ... لو كنت مثلا في سلاح الفرسان وفي رتبتي الحالية كملازم، فإنني ما كنت لأتقاضى أكثر من مائتي روبل كل ثلاثة أشهر، بينما يزيد مرتبي حاليا في سلاح المدفعية على المائتين والثلاثين روبلا.

अज्ञात पृष्ठ