युद्ध और शांति

गुमनाम अनुवादक d. 1450 AH
109

युद्ध और शांति

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

शैलियों

كان صوته ينبئ بنبرة إخلاص وصراحة واسترسال لم يعهد بيير مثلها فيه من قبل، أردف الأمير يقول: آه يا صديقي، كم من خطيئة ترتكب وخدعة ودسيسة! وكل ذلك من أجل ماذا؟ إنني تجاوزت الستين يا صديقي، وإنني ... إن كل شيء ينتهي بالموت، كل شيء. والموت يا صديقي أمر رهيب.

اختنق صوته بموجة من البكاء والدموع.

خرجت آنا ميخائيلوفنا من الغرفة بدورها ، واقتربت من بيير بخطوات مكتومة خافتة، وقالت تناديه: بيير!

فنظر إليها بيير مستفسرا، وإذا بها تنحني على جبينه تقبله وتبلله بدموعها، قالت بعد لحظة صمت: لقد قضى ...

راح بيير يحدق في وجهها خلال نظارتيه، بينما أردفت تقول: ها، سأصحبك. حاول أن تبكي؛ إذ ليس مثل الدموع ما ينفث الكرب.

قادت بيير إلى بهو مظلم، فسر هذا عندما رأى أن أحدا لن يرى وجهه، وتركته لحظة هناك ثم عادت لتجده معتمدا رأسه على ذراعه غارقا في نوم عميق.

وفي صباح اليوم التالي قالت له: نعم يا عزيزي، إنها خسارة جسيمة حلت بنا جميعا، إنني لا أتحدث عنك، لكن الله سيساعدك لأنك شاب، وقد أضحت بين يديك الآن ثروة هائلة، إن الوصية لم تفتح بعد، إنني أعرفك معرفة كافية تجعلني متأكدة من أن الثروة المنتظرة لن تدير رأسك، لكن ذلك يفرض عليك واجبات جديدة فينبغي أن تكون إنسانا.

لبث بيير صامتا، فأردفت الأميرة تقول: لعلني أقول لك في المستقبل، إنني لو لم أكن موجودة مساء أمس لكان الله وحده يعلم بما كان سيحدث، لقد كان عمي أول أمس يعدني بألا ينسى بوريس، لكنه لم يجد متسعا من الوقت، فآمل يا صديقي العزيز أن تنفذ رغبة أبيك.

لبث بيير مشدوها لا يفقه شيئا، واكتفى بالنظر إلى آنا ميخائيلوفنا وقد تضرج وجهه وبان الارتباك على قسماته.

بعد ذلك اللقاء والحديث، عادت الأميرة دروبتسكوي إلى منزل آل روستوف وأوت إلى سريرها، وبعد أن نالت قسطا من الراحة، راحت تسرد على مدعويها ومعارفها تفاصيل دقيقة عن آخر لحظات الكونت بيزوخوف، كان المرء، إذا أصغى إليها، يفهم من كلامها أن الكونت مات الميتة التي كانت هي نفسها تتمناها لنفسها؛ إذ إن نهايته كانت مثيرة للشعور، بل وعبرة وقدوة للناس، أعربت في حديثها عن تأثرها البالغ باللقاء الأخير الذي تم بين الابن وأبيه، حتى إنها لم تتمالك عندما فكرت في ذلك اللقاء من ذرف الدموع، ما كانت ترى أو تستطيع أن تميز من الذي تصرف خيرا من الآخر في تلك المناسبة الأليمة؛ أكان الأب الذي تذكر كل الناس في تلك اللحظة الحاسمة وكل الأشياء المحيطة به، فوجه إلى ابنه كلمات آية في الحنان والعطف، أم بيير الذي صهره الألم والحزن رغم محاولته إخفاءهما بعناية كي يوفر على أبيه مضاعفة آلامه.

अज्ञात पृष्ठ