فحسر العمامة عن جبهته البارزة مثل قبضة الجندرة وتساءل: فيم تفكرين يا سكينة؟
فقالت ثملة بإلهامها: يا سيدنا الشيخ، وهبني الله رزقا فكيف أرفضه؟
مسح بمنديله عينيه المطبقتين ولم ينبس، فقالت بظفر: أنت نفسك تريد ذلك.
فتجاهلها يقول متشكيا: فاتتني صلاة الفجر في الحسين.
فقالت بثغر باسم وعيناها لا تفارقان الوجه المحتقن: الضوء شقشق والله غفور رحيم.
وقام الشيخ عفرة زيدان ليصلي، على حين هبط من السلم درويش زيدان مثقل الجفون من أثر النوم وهو يقول: جوعان يا امرأة أخي.
ورأى الوليد فذهل كما ينبغي لغلام في العاشرة من عمره وتساءل: ما هذا؟
فأجابته سكينة: رزق من الله العلي القدير.
فرنا إليه مليا، ثم تساءل: ما اسمه؟
فترددت المرأة، ثم غمغمت: ليكن اسم أبي اسما له؛ عاشور عبد الله، وليشمله الله ببركته ورضوانه.
अज्ञात पृष्ठ