ورسم فوق رمال الخلاء طريقا، وتخيله على ضوء النجوم في ساحة التكية. وناجاه في تجواله ومنامه، حتى تجسد له كالسور العتيق قوة وصلابة وجلالا.
40
وتلكأ طويلا في سوق الدراسة. في سوق الدراسة يتصعلك كثيرون من حرافيش الحارة. لقد كان يتجنبه لذلك السبب، ومن أجل ذلك يتلكأ اليوم في جنباته. ومر أمام تجمعاتهم وهو ينادي مترنما بالخيار. سرعان ما عرفه بعضهم. هتف هاتفهم: المعلم عاشور!
وسخر صوت قائلا: أخو السفاح يسرح بالخيار!
وأقبل عاشور نحوهم يحمل البشاشة في قسماته الغليظة. مد يده وهو يقول: أترفضون هذه اليد مثل الآخرين؟
فصافحوه بحرارة وقال أحدهم: عليهم اللعنة!
وقال ثان: ما وجدنا منك إلا الخير. - وأمك الطيبة كيف حالها؟
فقال عاشور: برؤياكم رجعت روحي الشاردة إلى وطنها.
وقضى بينهم ساعة سعيدة مترعة بالحنين والبهجة. ومنذ ذلك اليوم لم ينقطع قط عن سوق الدراسة.
41
अज्ञात पृष्ठ