406

हराफिश

الحرافيش

शैलियों

فقال بصدق: كلا يا أمي.

فلتصدقه ولكن ماذا يشغله؟ في باطنه حياة كاملة مجهولة؛ لذلك تشعر بالغيرة كما تشعر بالخوف.

38

وضاق بأسراره ذات ليلة. كان الوقت ربيعا وقد طاب الجلوس في مكان غير مسقوف من المدفن. وانبسطت السماء متبرجة بما لا يحصى من نجومها.

كانا يتناولان عشاء من المش والخيار. وقال عاشور: أتساءل أحيانا عما يفعل ضياء.

فتنهدت حليمة وتمتمت: إنه نسينا تماما.

وغرق عاشور في الصمت فلم يسمع إلا صوت تمطقه ونباح الكلاب عند مشارف القرافة. ثم عاد يقول: أخاف أن يفعل كما فعل فائز من قبل.

فقالت الأم محتجة: لقد ضرب لنا المرحوم مثلا لا يمكن أن ينسى. - ولكننا ننسى دائما يا أمي. - أهذا ما يشغلك يا عاشور؟

فحنى رأسه بالإيجاب في ضوء هلال شاحب. مضى يتساءل: لم سقط فائز؟ لم جن جدنا جلال؟ لم يفترسنا حسونة السبع؟ - أليس عندنا من الهم ما يكفي؟ - إنه هم واحد متصل الحلقات.

فاستعاذت حليمة بالله وقالت: اسمه الشيطان. - أجل، ولكن لم يغرر بنا بلا عناء؟ - إنه ينهزم أمام المؤمنين.

अज्ञात पृष्ठ