قال المأمور بحزم: صبرك، وما صبرك إلا بالله.
31
جرى التحقيق طويلا مرهقا، وعلى ذمته حجزت الأسرة في سجن القسم أسبوعا، ولكن ثبت بالدليل وشهادة الشهود أنه لم توجد علاقة بينهم وبين عمل فائز السري الخارجي، فثبتت براءتهم وأطلق سراحهم فرجعوا إلى الحارة، ثلاثة يركبهم الخزي والعار لا مأوى لهم.
32
وكانت الحقائق قد سبقتهم إلى الحارة مثل رائحة عفنة. عرف الكبير والصغير، الصديق والعدو، أن فائز بدأ مغامرته ببيع الكارو، أنه استثمر ماله في الدعارة والقمار والبرمجة والمخدرات. وكان يقامر بثروات خيالية، وفي حال الخسران كان يستدرج الغريم مستعينا بالنساء والمخدرات فيقتله ويستولي على النقود، ثم يواربه في فناء داره. وفي آخر مقامرة خسر أمواله جميعا، ثم اضطر إلى المقامرة بأملاكه في شكل عقد بيع صوري فخسرها أيضا. ولم يتمكن من قتل غريمه الذي فر بروحه وماله. ولما خسر كل شيء، وأصبح سره مهددا بالانفضاح انتحر. وقد تلقى رجال الأمن رسالة من مجهول لعله كان شريكا، وهي التي دلت السلطة على سر الجرائم ومدافن الضحايا. هكذا كشف الغطاء عن سر فائز المفزع، نجاحه وانتحاره!
33
رجعوا إلى الحارة، ثلاثة يركبهم الخزي والعار لا مأوى لهم. غدت حكايتهم نادرة الشامتين ومفزع المتخيلين. وأضرم نارها السبع وعلباية والعجل. وبقوة الحقد أمطرتهم الأفواه بصقا والأكف صفعا حتى هرولوا نحو القبو، ومنه تسللوا إلى الممر، ثم استقروا في القرافة.
وأراد الشيخ جليل شيخ الزاوية أن يتشفع لهم فقال: لاتزر وازرة وزر أخرى.
فصاح به حسونة السبع: اسكت يا كافر وإلا شنقتك بشال عمتك!
وكان آل الخشاب وآل العطار في مقدمة من تبرأ منهم.
अज्ञात पृष्ठ