43
وذات مساء استأذنت زينات الشقراء في مقابلته. استقبلها في بهو الضيوف. تركها تنبهر بالأثاث، بالتحف، بالقناديل المزركشة. تجردت من ملاءتها وبرقعها. جلست على ديوان قطعة من الفتنة المسلحة. وتساءلت برشاقة: ترى كيف أعلل حضوري؟ أأقول مثلا إنني أريد تأجير شقة في عمارتك الجديدة؟
فوجد نفسه يجاملها قائلا: لن يطالبك أحد بتعليل.
فضحكت راضية وقالت بصراحة: قلت لنفسي فلنزره ما دام يبخل علينا بالزيارة.
شعر بأنه هبط أولى درجات الإغراء، ولكنه لم يحفل بذلك وقال: حللت أهلا وسهلا! - شجعني لطفك الذي تقابلني به كل أصيل.
ابتسم. وتردد سؤال خلف الابتسامة: إلام آل حال قمر في قبرها اليوم؟
وسألته بجرأة عجيبة: ألم أعجبك؟
فقال بصدق: إنك تحفة. - وهل مثلك يشعر ولا يفعل؟!
فتمتم في حيرة: غابت عنك أشياء. - إنك أقوى الرجال فكيف تنام كما ينام الفقراء؟
فقال ساخرا: الفقراء ينامون نوما عميقا! - وكيف تنام أنت؟ - لعلي لا أنام!
अज्ञात पृष्ठ